سلسلة الإمدادات
عززت (سابك) الاستثمار في سلسلة إمداداتها العالمية المتكاملة، وبناء شبكة مرنة لتلبية متطلبات الزبائن، وتوثيق قدراتها التنافسية في بيئة أكثر تحدًيا وتقلبًا.
تأثرت سلسلة إمدادات (سابك) العالمية بالتداعيات غير المسبوقة الناجمة عن جائحة كورونا (كوفيد-19)، فضلً عن عدد من الاضطرابات التي شهدها عام 2021م؛ منها العاصفة الشتوية الثلجية التي هبت على الولايات المتحدة الأمريكية وشمال المكسيك وأجزاء من كندا في شهر فبراير واستمرت خمسة أيام وكان لها تأثير واسع النطاق، فضلً عن إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة لمدة ستة أيام في شهر مارس، ما سبب اضطرابات كبيرة في الخدمات اللوجستية على مستوى العالم، وكان من أهم عواقبها تعطل حركة الميناء وتأثر موثوقية جدول عبور السفن واسترجاع حمولاتها، ما أثر بدوره على حجم المخزون وتلبية احتياجات الزبائن وأداء التكاليف عبر سلسلة الإمدادات.
وفي ظل تعافي المشهد اللوجستي الذي جابه العديد من التحديات الجديدة التي شهدها عام 2021م، واصلت (سابك) تقديم أرفع مستويات الخدمات، وتوريد منتجاتها لزبائنها في أكثر من 130 دولة، بمشاركة حوالي خمسمائة من مقدمي الخدمات اللوجستية في مختلف أنحاء العالم.
أنشأنا مستودعات ومحطات موحدة لتقليل التكلفة المتعلقة بزيارات الموانئ.
التحسين والكفاءة
التغليف على منصات من 12 طبقة
طورّت (سابك) قدراتها في مجال التعبئة والتغليف والحمولات الصافية؛ من خلال تنظيم التغليف على منصات تتألف من 12 طبقة لشحن منتجات متعددة عبر العديد من مواقع التصنيع، وهي مبادرة من شأنها تحسين الخدمات اللوجستية والنقل، وكذلك تحسين أداء التكلفة للزبائن.
مبادرة الطلبات دون انقطاع
قطعت (سابك) شوطًا طويلً على طريق أتمتة الأنشطة المتكررة، وذلك في إطار (مبادرة الطلبات دون انقطاع)، الرامية إلى تحسين كفاءات العمل، وأتمتة الأنظمة في المجالات التي تشهد حركة مكثفة مثل إدارة الطلبات وتلبيتها وتوثيقها. كما دأبت على تعظيم الكفاءات التشغيلية خلال عام 2021م من خلال الأتمتة الشاملة لعدد من إجراءات العمل، ما أثمر عمليات تتم ذاتيًا بأقل درجات التدخل البشري أو بدون تدخل بشري على الإطلاق؛ لهدف تحسين الإنتاجية والسرعة والدقة، وشهد العام استكشاف مدى فعالية تقنية البلوك تشين (Blockchain) وغيرها من التقنيات المبتكرة.
تعزيز البنية التحتية للخدمات اللوجستية
تَوَاصَلَ العمل عن كثب مع (شركة سابك لخدمات الإمدادات المحدودة) - وهي شركة خدمات لوجستية تابعة في المملكة العربية السعودية - لهدف تحسين البنية التحتية للخدمات والعمليات اللوجستية للمنتجات الصلبة، بدايةً بمناولة المنتجات في مواقع التصنيع حتى نقطة التوصيل. وحققت الجهود المبذولة إنجازًا رئيسًا من شأنه ترسيخ مكانة (شركة سابك لخدمات الإمدادات المحدودة) باعتبارها أحد مشغلي الخدمات اللوجستية المتكاملة، ودمج أنشطة مناولة المنتجات عبر الاستفادة من اقتصاديات وفورات الحجم.
تأمين قدرات الشحن
تأمين قدرات الشحن أنشأت (سابك) فرق قيادة متعددة المهمات عبر مختلف المناطق لمواجهة التحديات المتعلقة بالجائحة وتأمين قدرات الشحن عبر سلسلة الإمدادات العالمية. وتنفذ الشركة - بدءًا بتأمين المساحات مقدمًا على السفن المخصصة وصولً إلى استراتيجية التعاقد مع الفئات الموثوقة - مجموعة متنوعة من المبادرات لتأمين قدرات الشحن بأفضل التكاليف مع الحد من التعرض للسوق الفورية، وواصل فريق العمل اتخاذ التدابير الاحترازية لتقليص مخاطر محدودية مساحة الحاويات والشحن، مدعومًا بمبادرات تكميلية مثل برنامج (التكلفة النقدية الثابتة بلس FCC +) الذي ساعد في دعم العلاقات الاستراتيجية القائمة مع الشركاء، والتركيز على مفاهيم زيادة القيمة عبر جميع أقسام الشركة.
المبادرات الرقمية
أسهم عدد من المبادرات الرقمية في تحسين إجراءات العمل والعمليات التشغيلية على النحو التالي:
- تطبيق استراتيجية تقديم المستندات إلى البنوك إلكترونيًا، مع إرسال الإخطارات التلقائية والفورية إلى أصحاب المستندات المالية، ما أدى إلى الحد من التأخير وزيادة كفاءة العمليات التشغيلية عبر سلسلة إمدادات أكثر فعالية.
- تعزيز منصة الغرفة التجارية بجدة للتصديق الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، وتحسين كفاءات العمل في إدارة التوثيق.
تحسين الشبكة والتخطيط
يمثّل فهم الاتجاهات الرئيسة وآثار الأسواق أهمية بالغة في بناء القدرات المرنة وتعزيزها عبر سلسلة الإمدادات. وقد واصلت (سابك) تحسين شبكتها عن طريق تبني (تقنية التوأم الرقمي) لمحاكاة التمثيل الرقمي لتدفقات المنتجات وعمليات الشبكة اللوجستية في العالم الفعلي. وتتيح هذه المبادرة - على النقيض من النمذجة والمراجعة الدورية للشبكة - مراجعة سلسلة الإمدادات وتطويرها بشكل مستمر.
انتهجت الشركة على مدار السنوات القليلة الماضية نموذج تشغيل يركز على الأداء الإقليمي من لال مراكزها في الصين وكافة مناطق آسيا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وأوروبا، والأمريكيتين، وهو نموذج مدمج بصورة كبيرة في شبكة سلسلة إمدادات واحدة ومنصة تقنية معلومات موحدة. ويوفر هذا النموذج الشفافية والمرونة والقدرة اللازمة على تحسين العمليات وتمكين القدرات التنظيمية، مع خدمة الأطراف ذات العلاقة على الصعيدين الداخلي والخارجي بشكل أفضل؛ في إطار منظومة تسعى جاهدة لتعزيز ثقافة التميز في مجال البيئة والصحة والسلامة والأمن.
علاوة على ذلك، شهد العام تنفيذ عدد من المبادرات لتعزيز أداء سلسلة الإمدادات العالمية:
- إنشاء مستودعات ومحطات موحدة ومُحسَّنة للحد من حالات الاستدعاء في الميناء، وتجنب غرامات التأخير بشكل كامل، وخفض التكاليف.
- رفع مستوى استخدام نماذج التسليم الفعالة مثل التسليم المباشر، لهدف تحسين استخدام مراكز توزيع الطرود الصغيرة بشكل كبير.
- دعم فرق المبيعات في استكشاف أسواق جديدة والانتشار فيها.
- اتخاذ قرارات تستند إلى بيانات ومعلومات دقيقة، وقائمة على التكلفة؛ للحصول على أفضل السيناريوهات بشأن موقع الإمدادات وطريقة التسليم، وكذلك التحول في محاور ينبع/ الجبيل/سنغافورة.
نواصل تعزيز العمليات اللوجستية؛ بدءًا بمناولة المنتجات في مواقع التصنيع وصولً إلى نقطة التسليم.
التطلعات المستقبلية
تستهدف استراتيجية (سابك) الاستجابة الاستباقية للتحديات التي تخيم على السوق، وضمان استمرارية الأعمال في ظل تأثيرات جائحة (كوفيد-19) على الأسواق العالمية. وسوف تواصل - معتمدة على قدرات موظفيها ومرونة أعمالها - الاستفادة من استراتيجيات التوريد اتفاقًا مع تطورات السوق، ما يسهم في تحسين شبكتها بصورة أكبر لاستيعاب طموحات النمو وزيادة القيمة على صعيد منظومة الأعمال بأكملها.
كما ستواصل - من خلال برنامج التحول الرقمي - مسيرة التحول لبناء الحلول المتقدمة في مجال التنبؤ بالطلب جزءًا من أنشطة التخطيط التعاوني، ونشر أحدث التقنيات لإثراء تجربة الزبون الرقمية وتنمية القدرات لتعزيز أتمتة العمليات. وستستمر استثماراتها في الحلول الذكية لإنشاء سلاسل قيمة رقمية بالكامل بدعم من نماذج العمل المبتكرة الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، ستواصل الشركة اعتماد أدوات شفافية سلسلة الإمدادات، لهدف زيادة موثوقية التسليم وتزويد الزبائن معلومات التتبع والتعقب.
تعكف (سابك) - بناءً على توقعات اللوائح التنظيمية العالمية بشأن إزالة الكربون من الشحنات التي تصدرها (المنظمة البحرية الدولية) - على تحويل أسطول ناقلات الكيماويات المستأجرة تدريجيًا؛ بالاستعاضة عن السفن العادية بسفن أحدث مصممة وفق المتطلبات البيئية وفعالة في استهلاك الوقود. وقد استأجرت في عام 2021م العديد من السفن الجديدة كليًا المصممة وفق المتطلبات البيئية وتتميز باستهلاك وقود أقل بنسبة 30 %، وبالتالي انبعاثات ثاني أكسيد كربون منخفضة بنسبة %30 ، لسنوات عديدة.
يؤكد ذلك حقيقة أن (سابك) تعد من أوائل الشركات التي تبنت الشحن صديق البيئة؛ فمنذ عام 2014م بدأت الشركة استخدام ناقلتي غاز جديدتين مصممتين خصيصًا لتكونا صديقتين للبيئة وتعملان بالغاز الطبيعي المسال النظيف في أوروبا، مع انبعاثات أقل بنسبة 25 % من ثاني أكسيد الكربون ونسب لا تُذكر من أكاسيد الكبريت أو أكاسيد النيتروجين أو جزيئات السخام مقارنةً بوقود السفن التقليدي. وفي عام 2016م، كان الابتكار عنوان (سابك) في سلسلة الإمدادات عبر المحيط الأطلسي؛ حيث كانت الأولى التي تشغّل ناقلات غاز من الحجم المتوسط مصممة خصيصًا لتكون صديقة للبيئة وتعمل بغاز الإيثان النظيف، الأمر الذي يسهم أيضًا في خفض ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30 % وتقليص الانبعاثات بنسبة كبيرة تصل إلى 80 % فأكثر.