الاستثمار في المجتمعات – تتمة

حماية البيئة

رصدت (سابك) أبرز القضايا البيئية في عام 2021م، وأسهمت في معالجتها من خلال تدشين أطر التعاون والمشاركة الفعالة في خدمة المجتمعات التي تعمل بها ويعيش فيها موظفوها. وتشمل مبادرتها العالمية لحماية البيئة 16 دولة هي: المملكة العربية السعودية، ولبنان، والولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وهولندا، وألمانيا، وإسبانيا، والنمسا، وإيطاليا، وبولندا، والمجر، وفرنسا، والصين، وسنغافورا.

وقد شارك موظفو الشركة وعائلاتهم - في إطار البرنامج العالمي (التنظيف من أجل التغيير Clean4Change ) - في أنشطة تنظيف واسعة النطاق شملت 13 دولة حول العالم.

وتستهدف أنشطة (سابك) - تحت شعار "حماية الكوكب الأزرق من أجل مستقبل مستدام"- إذكاء الوعي العام بالأثر السلبي لممارسات وأعمال البشر على البيئة، لا سيما المحيطات، وتعريف الناس بأن جانبًا كبيرًا من تركيز الشركة على الابتكار التقني يتعلق أيضًا بإيجاد حلول مواتية لهذه المشكلات من خلال عمليات إعادة التدوير وإعادة استخدام النفايات البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في المحيط أو في مدافن النفايات.

تُعد السواحل من الأماكن المحببة لممارسة العديد من الأنشطة مثل صيد الأسماك أو (التخييم)، وترمي جهود (سابك) التوعوية إلى تقليص حجم النفايات التي يتم التخلص منها في البحر أو تركها على الشاطئ.

احتفلت (سابك) بـ (يوم التنظيف العالمي) على طريقتها الخاصة؛ حيث قام موظفوها في المملكة وأفراد عائلاتهم بالتخلص الآمن من 450 كجم من النفايات بكل من مدينة الرياض وينبع والجبيل بالتعاون مع هيئة تطوير بوابة الدرعية، وبلدية ينبع، والهيئة الملكية للجبيل وينبع. كما استضافت الشركة جلسة افتراضية في سنغافورة للتوعية البيئية؛ تضمنت محادثات حول التغير المناخي ومخلفات الطعام، وورشة عمل فنية ذات صلة بتصنيع منتجات صديقة للبيئة في مجال المنظفات ومعقمات اليدين.

توفر الأراضي الرطبة حول العالم منظومة بيئية ثرية تهيئ الازدهار للحياة البرية، كما أن حمايتها والحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية للتنوع البيولوجي. وقد تعرضت إمدادات المياه اللازمة للمحميات والأراضي الرطبة في مدينة (سالثولم) الانجليزية للخلل وكانت بحاجة ماسة إلى عمليات الإحلال والتجديد، فسارعت (سابك) بالتدخل من أجل توفير مختلف الموارد اللازمة لضمان استمرار الكائنات والطيور والحياة البرية.

واستثمرت (سابك) مناسبة (يوم الأرض) في الولايات المتحدة الأمريكية، وقدمت دعمها لتحالف (منظمة هيوستن وايلدرنيس) في الجهود المكرسة لزراعة الأشجار ومكافحة الفيضانات وتجريف الأراضي، والحد من تلوث الهواء في المناطق البيئية بالسهول الساحلية والغابات، والأراضي الرطبة والممرات المائية حول هيوستن وخليج جالفستون، وخليج المكسيك.

المياه والزراعة المستدامة

تُعد إدارة الموارد المائية وتوفير المصادر الغذائية والطاقة أمورًا أساسية للقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين الأغذية. وانطلاقًا من هذا المنظور واصلت (سابك) توفير سبل الدعم اللازم للمزارعين، وقام متخصصوها الفنيون بتنظيم المنتديات وورشات العمل والمدارس الحقلية لتبادل الأفكار والخبرات بشأن الممارسات الزراعية الفعالة وإنتاجية المحاصيل وجودتها وتنوعها.

وعلى صعيد متصل رعت (سابك) مهرجان البن في محافظة (الداير)، ومهرجان الحمضيات في (الحريق). كما دعمت مشروعًا لاستغلال مخلفات أشجار النخيل في المملكة العربية السعودية لتحسين قيمة النفايات الزراعية بالتعاون مع جامعة الملك سعود ومحافظة الدرعية، وأطلقت حملة تستهدف ترشيد استخدام المياه إلى جانب الألعاب الافتراضية التفاعلية للأطفال؛ حيث تعلم الجمهور سبل تنقية المياه محليًا من مياه الصرف الصحي المعالجة التي يمكن إعادة استخدامها في عمليات التبريد الصناعي والعمليات الزراعية.

إلى جانب ذلك دعمت (سابك) عددًا من البرامج التعليمية في المجتمعات المحلية الفقيرة بجنوب أفريقيا؛ في إطار (مشروع iGardi ) بشأن زراعة الأغذية النباتية المائية من أجل الأمن الغذائي، عبر الربط بين الفرق التطوعية والمنظمات غير الحكومية وتوفير سبل للاستثمار وإشراك المجتمع المحلي. كما ساعدت في المغرب على إنشاء حديقة تعليمية بالطاقة المتجددة من خلال الطاقة الشمسية؛ لتعريف الطلاب بالفرص المتاحة في الزراعة والبيئة المحيطة بهم، ومن المتوقع أن يستفيد منها ألف طالب سنوًيا.

التعليم في مجال العلوم والتقنية

تؤكد (سابك) الأهمية البالغة للتعليم ومواصلة التعلم باعتبارهما من القيم الأساسية التي تركّز عليها؛ حيث تسعى دومًا إلى تحفيز الإبداع وتعزيز الابتكار، لا سيما من خلال التعليم في مجال العلوم والتقنية، وقد واصلت في 2021 م دعمها لهذا الجانب رغم ظروف الجائحة.

تستهدف مبادرة (سابك) العالمية (العودة إلى المدرسة) - بالتعاون مع مختلف الجمعيات الخيرية والمنظمات الخيرية والمدارس والمجتمعات المحلية في كافة أنحاء العالم - مساعدة الطلاب على مواصلة النجاح في مسارهم التعليمي، وقد تمكنت في عام 2021م من الوصول إلى 13 دولة شملت المملكة العربية السعودية، والمغرب، وتركيا، وباكستان، والولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك، والبرازيل، والأرجنتين، وهولندا، وألمانيا، وإسبانيا، والصين، والهند. وتمحور الاهتمام هذا العام حول سبل معاونة الطلاب لمواصلة مسارهم التعليمي رغم تحديات جائحة (كوفيد-19).

قدمت الشركة لنحو (50) ألف طالب في 47 موقعًا في المملكة العربية السعودية الحقائب المدرسية متضمنةً مختلف المستلزمات الدراسية،وزودت ألف طالب بجلسات تعليمية اضافية من خلال التعليم الالكتروني لتقوية المحتوى العلمي بالاضافة الى فصول الروبوت في عدة مناطق. وذلك في مبادرة تعاونية مع وزارة التربية والتعليم ومؤسسة (تكافل). كما زودت إحدى المدارس في المغرب مكتبة ومركزًا للحاسب الآلي؛ لتحفيز الطلاب وإثارة فضولهم وتعزيز معرفتهم بالعالم.

أما في الهند، فقد تسبب استشراء الجائحة في إجبار المؤسسات الأكاديمية على عمليات إغلاق واسعة النطاق لفترات طويلة، وكان الطلاب المُقْدِمون على اختبارات شهادة الثانوية العامة بين أكثر الطلاب تضررًا. لذا بادرت (سابك) بدعم 986 طالبًا من الطلاب الموجودين في نطاق (مركز سابك التقني) في (بنغالورو)؛ من خلال توزيع أجهزة لوحية تحمل علامة (سابك) ومجهزة ببرمجيات تعليمية.

وفي الصين دشنت (سابك) ورشة عمل كيميائية افتراضية بالتعاون مع (اتحاد الصناعات البترولية والكيماويات)؛ لمعالجة نقص المواهب في القطاع وتوفير فرص عمل للخريجين. وتدعو المنصة إلى إشراك الطلاب المهتمين بممارسة العمل في مجال الصناعة الكيميائية في حوار مع قادة الفكر والمعلمين والمهنيين. وفي هولندا دعمت الشركة التعلم الافتراضي من خلال تزويد المدارس الابتدائية مجموعة الأدوات اللازمة لدراسة العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات في المنزل.

كما تواصلت خلال عام 2021م (مبادرة سابك العالمية للتعليم والابتكار) بالتعاون مع منظمة (جونيور أتشيفمنت) ومنظمة (إنجاز السعودية)، واستفاد من المبادرة عدد من الطلاب في ثلاث دول هي الصين، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية.

في المملكة العربية السعودية، أطْلِقَ (برنامج الشركة) مع وصول المتأهلين للتصفيات النهائية في (مسابقة فكرة)؛ وهو عبارة عن نشاط محاكاة أعمال يشمل 1450 طالبًا من طلاب المدارس الثانوية والجامعات. واستمرت حملة (أضواء على المستقبل) الشهيرة في الصين لهدف بناء الوعي وإلهام الإبداع لدى الشباب حول حماية البيئة. وشارك موظفو (سابك) في الولايات المتحدة الأمريكية مسارهم المهني وتجاربهم لإلهام طلاب المدارس الثانوية المحلية؛ فيما شملت هذه المبادرة منذ إطلاقها عام 2014م أكثر من (124) ألف طالب، حيث نقلت إلى الفصول الدراسية دراسات لحالات واقعية، وأسهمت في بناء التفكير النقدي والعمل الجماعي من خلال التعلم التجريبي.

استشراف المستقبل

لا تتوقف جهود (سابك) في مجال مكافحة الإدمان والمخدرات، بل تمتد وتتوسع عبر (مستشفى سابك للصحة النفسية وعلاج الإدمان) المتوقع إطلاقه في العام المقبل بالتعاون مع وزارة الصحة، وهو منشأة علاجية طويلة الأجل تستهدف الحد من معاناة المرضى، وتمكينهم من الاندماج المجتمعي الكامل. كما سيواصل المجتمع المحلي الاستفادة من العيادات الدائمة والمتنقلة لفحص سرطان الثدي بالتعاون مع (جمعية زهرة الخيرية للسرطان) ووزارة الصحة السعودية.

وسوف تشهد الأعوام القادمة بدءًا بعام 2022م إسهامات متصاعدة لـ(سابك) في "مبادرة السعودية الخضراء"، من خلال التعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة عبر زراعة خمسة ملايين شجرة في المملكة. كما ستفتح (قاعة سابك للحياة) في واحة الملك سلمان للعلوم أبوابها لاستقبال الطلاب والجمهور خلال 2022م. ومن المتوقع أيضًا أن يتم إطلاق (أكاديمية مداك التعليمية) في 2022م، مستهدفة بناء مجمع تعليمي على الطراز العالمي، مع بيئة متوازنة تجمع بين القيم التعليمية والثقافة وتطبق أفضل النظريات والمماراسات التعليمية. وسوف تسهم (سابك) في بناء متحف الأكاديمية ومركز الاستكشاف، الذي يهدف إلى توفير التعليم الاستقصائي للشباب، وتشجيعهم على فهم الجوانب التاريخية والثقافية والعلمية للحضارة، وتنمية المهارات الفكرية في مجال العلوم والثقافة.