الموارد البيئية
ركزت (سابك) مساعيها في عام 2021م حول إعداد (خطة الحياد الكربوني) الخاصة بها والإعلان عنها؛ لترسم استراتيجيتها لتلبية متطلبات الحياد الكربوني في عملياتها بحلول عام 2050م اتفاقًا مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ. كما كثفت جهودها لاتباع نهج الاقتصاد الدائري عبر توسيع وتطوير باقة المنتجات والتطبيقات صديقة البيئة، والعمل مع منظومة متنامية من الشركاء العالميين الرائدين في مختلف المجالات.
نحو تحقيق الحياد الكربوني
كشفنا عن استراتيجيتنا العالمية للحياد الكربوني أثناء افتتاح (منتدى مبادرة السعودية الخضراء) في الرياض، وبدأت أولى مراحل (خريطة طريق الحياد الكربوني) الخاصة بنا بإجراء مراجعة شاملة للتقنيات المتاحة والجديدة؛ لهدف خفض انبعاثات الكربون. وتحدد الخطة خمسة مسارات لإزالة الكربون:
الموثوقية وكفاءة الطاقة والتحسينات، والطاقة المتجددة، والتشغيل باستخدام الطاقة الكهربائية، وجمع الكربون وتخزينه، والهيدروجين الأخضر/الأزرق.
تتوافق الخطة أيضًا مع الأهداف الصارمة الخاصة بالمرحلة الثانية من (البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة). وستشرع (سابك) في إطلاق ثمانية مشاريع عملاقة باستثمارات يتوقع أن تبلغ قيمتها 2.7 مليار دولار أمريكي؛ للمساعدة على تحسين استهلاك الطاقة ومواد اللقيم.
منحت (سابك) الأولوية لـ 90 مشروعًا من المشاريع التي تمتلك أكبر إمكانات لتحسين استخدام الموارد الطبيعية وتُلبي أهدافها لخفض انبعاثات الكربون؛ ومنها المشروع التحسيني في (تيسايد)
لإنتاج البتروكيماويات، الذي يقلل انبعاثات الكربون في المرحلة الأولى بنسبة تصل إلى 60 ٪. وتعتزم (سابك) في مرحلة تالية تطوير حلول تقنية لتحويل وحدة التكسير الكيميائي في هذا الموقع لاستخدام الهيدروجين الأزرق مصدرًا للوقود في المنشأة.
وواصلت (سابك) سعيها لتحقيق هدفها المتمثل في الحياد الكربوني، حيث أبرمت في عام 2021م شراكات فعَّالة مع شركتين عالميتين رائدتين في مجال الغاز الكيميائي والصناعي هما (باسف) و(ليندي)؛ وذلك لتطوير واعتماد تقنية التشغيل الكهربائي لوحدة التكسير البخاري. وتستهدف الشراكة خفض انبعاثات الكربون بنسبة 90 ٪ فأكثر؛ من خلال إقامة مشروع تجريبي لعمليات تطويرية من المقرر أن تبدأ عام 2023م، في حال اعتماد تمويل خارجي من جهة تابعة للاتحاد الأوروبي.
كما عقدت (سابك) في أكتوبر 2021م اتفاقًا مع (المنتدى الاقتصادي العالمي) وبعض الشركاء في المجال؛ لإضفاء الطابع الرسمي على (مبادرة التقنيات منخفضة الانبعاثات الكربونية)، لتصبح المبادرة كياًنا قائمًا بذاته بحلول عام 2023م.
علاوة على ذلك دشَّنت (سابك) في عام 2021م مشروعًا جديدًا لدعم جهود التحول إلى الكهرباء والانتقال إلى اقتصاد يحقق هواءً نظيفًا. وطورت في إطار هذه المبادرة حلولً لتحسين أداء السيارات الكهربائية، كما أطلقت منتجين للاستخدام في تطبيقين جديدين يلبيان الحاجة إلى تحقيق الوزن الخفيف؛ هما غطاء حزمة بطاريات السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن الخارجي مع شركة (هوندا)، وهيكل الباب الخلفي في سيارات (فورد ماك – إي) الكهربائية.
تهدف هذه الحلول إلى الحد من انبعاثات الكربون، وتُغني عن استخدام المنتجات الأثقل وزًنا، وقد وصل المنتجان إلى قائمة الترشيحات النهائية لبرنامج جوائز الابتكار للسيارات التابع لجمعية مهندسي البلاستيك.
مبادرة (تروسيركل TM)
تُمثِّل النفايات - خاصة البلاستيكية - مشكلة بيئية عالمية رئيسة تؤثر سلبًا على البشر والحياة البرية والأنظمة البيئية المشتركة بينهما. وتدخل المواد البلاستيكية في كل جوانب المجتمع البشري؛ فهي مورد لا يقدر بثمن وقد لا يستغنى عنه؛ مع ذلك يتطلب الأمر حسم الأمور سريعًا، والرد على التساؤلات المثارة بشأن تصنيعها واستخدامها وإدارتها، وبالأخص التخلص منها والحاجة إلى إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها.
أطلقت (سابك) مبادرة (تروسيركل TM) في عام 2019م؛ لهدف تطوير وابتكار حلول عملية لمعالجة النفايات البلاستيكية تشمل ثلاث فئات: المنتجات المعاد تدويرها ميكانيكيًا، والمنتجات الدائرية المعتمدة، والمنتجات المتجددة المعتمدة.
عملت (سابك) عن كثب مع شركائها في مجال الاقتصاد الدائري خلال عام 2021م، وتنطلق بخطى واثقة للوصول إلى 15 ألف طن من المواد الخام الدائرية والمتجددة المعتمدة، وهو تقدُّم مشهود في مسيرتها نحو تبني الاقتصاد الدائري. وفي الوقت نفسه يمضي العمل قُدُمًا في بناء أول وحدة تجريبية للإنتاج التجاري في (خيلين)، ما سيهيئ بدوره فرصًا لمزيد من التوسع خلال عام 2022م والأعوام التي تليه.
كما شهد عام 2021م إطلاق مجموعة قوية من منتجات البوليمرات المعاد تدويرها ميكانيكيًا على مستوى العالم. ودأبت (سابك) على تحسين ركيزة التصميم الموجه لحلول التعبئة والتغليف، ونجحت في إنتاج بدائل يمكن إعادة تدويرها بسهولة أو إعادة استخدامها بعد الاستخدام الأول، كما تطرح حلولً قائمة على استخدام البولي أوليفينات تناسب تقنيات المعالجة التي تدعم التصميم الموجه لإعادة التدوير، وكذلك تعمل على تدشين منصة جديدة لدرجات المنتجات المُعززة للتغليف الصلب والمرن، وتمكنت في عام 2021م من طرح درجة مُعززة تعتمد على محفز الميتالوسين الخاص بالشركة لاستخدامها في عمليات التغليف المرن.
وواكبت (سابك) توجهات صناعات السيارات نحو الاستدامة، حيث قدمت باكورة إنتاجها من درجات الراتنجات ذات المحتوى المعاد تدويره ميكانيكيًا؛ للاستخدام في صناعة أجزاء السيارات الداخلية والخارجية. ويمكن لمواد (تروسيركل TM) الجديدة أن تطيل عمر النفايات البلاستيكية، وتسهم في زيادة قيمة منتجات ما بعد الاستهلاك.
وبرزت (سابك) في العالم الصناعي؛ كونها أول شركة تُطلق منتج البولي كربونيت الدائري المعتمد، المصنوع من البلاستيك المستعمل المختلط، باستخدام علميات إعادة التدوير المتقدمة، ما يقلل الحاجة إلى الحرق ومدافن النفايات.
جوائز وتقدير عالمي خلال عام 2021م
- تُوِّجَت جهود (سابك) في هذا المجال الاستراتيجي بحصد العديد من الجوائز التي تجسد مركزها الريادي، ومنها:
- جائزة أفضل شركة عالمية لعام 2021م في ممارسات الاقتصاد الدائري لإعادة تدوير البلاستيك المستعمل وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد، بناء على اختيار شركة (فروست آند سوليفان) العالمية للاستشارات.
- (تأهلت (سابك) إلى القائمة النهائية للمرشحين لنيل جوائز الاستدامة الأوروبية لعمليات التغليف ضمن فئة (كفاءة الموارد)، عن إنتاج شريط البولي إيثيلين ثنائي المحور لتغليف الأغذية المجمدة، المُطور بالتعاون مع شركة (سينتيغون لحلول التعبئة والتغليف ذ.م.م.
- كُرِّمت الشركة من المجلس الأوروبي للصناعات الكيماوية ضمن (جوائز الرعاية المسؤولة ® الأوروبية لعام 2021 م)، عن حلول (تروسيكل TM)، فئة (آمن ومستدام) من مرحلة التصميم إلى مرحلة الاستخدام.
- أحرزت (سابك) جائزة المنتجات المستدامة من شركة (ريثينك) لعام 2021م عن فئة المنتجين.
- حصدت الشركة جائزة التفاحة الذهبية تقديرًا من المؤسسة الصينية لإعادة تدوير البلاستيك.
-أحرزت (سابك) جائزة الاستدامة من مجلة (كيميكال ويك) التي تصدرها شركة (آي إتش إس) عن أفضل مبادرة لإعادة التدوير والاقتصاد الدائري.
- أحرزت (سابك) جوائز أديسون عن ثلاث تقنيات مبتكرة – عناصر التعقيم (جائزتين فضيتين) والزراعة المستدامة جائزة (برونزية).
العمل التعاوني في مجال الاقتصاد الدائري
تشارك (سابك) في العديد من التحالفات والدوائر العالمية التي تعمل على إحداث تغيير منهجي في جميع مراحل سلسلة القيمة. ونظرًا لوجود قواسم مشتركة بين التحديات التي تواجهها، فإنها تستجيب لتلك التحديات من خلال الشراكات والممارسات التعاونية؛ إذ لا يمكن تحقيق إتمام دورة التعامل مع النفايات البلاستيكية وحصر وجودها فقط داخل حدود الاقتصاد الدائري دون تعديها على البيئة إلا من خلال العمل التعاوني على مستوى الصناعة ككل.
وتتصدر (سابك) المشهد العالمي الآن كونها الشركة الأولى التي تطرح منتجًا متجددًا معتمدًا على البولي كربونيت. وقد عملت مع (برنامج الشهادة الدولية للاستدامة والكربون ISCC ) لتقديم دليل على دمج المواد الخام المتجددة في إنتاجها للبولي كربونيت، وتحققت من استدامة المنتج عبر مدققين مستقلين تابعين لجهات خارجية، فيما تتمتع بشراكة استراتيجية في سلسلة القيمة لهذا المشروع مع شركة النفط والغاز الإسبانية متعددة الجنسيات .CESPA)
سيصدر إنتاج (سابك) من البولي كربونيت المعتمد على مواد لقيم معتمدة من برنامج الشهادة الدولية للاستدامة والكربون (ISCC) +، في البداية عبر منشآتها الصناعية في (بيرغن أوب زوم) بهولندا، وسوف تسعى لتوفيرها عالميًا في المستقبل.
وعلى طريق ابتكار حلول جديدة لمجال التعبئة والتغليف، انضمت (سابك) إلى (مبادرة العلامات المائية الرقمية) التي تحمل عنوان (هولي غريل 2.0 )، وتستهدف إثبات جدوى استخدام تقنيات العلامات المائية الرقمية في عمليات فرز المواد البلاستيكية لتوفير عمليات فرز أفضل وأكثر دقة، ومن ثم الوصول إلى عمليات إعادة تدوير عالية الجودة، ما سيُفيد بدوره سلسلة القيمة الكاملة للتعبئة والتغليف.
ويمكن أن تلعب تقنية العلامة المائية الرقمية أيضًا دورًا رئيسًا في تحسين باقة خدمات التصميم الموجه لإعادة التدوير التي تقدمها مبادرة )تروسيركل TM (، كما ستُسهم في تعزيز مساعي )سابك( لمعاونة أصحاب العلامات التجارية والشركات الصناعية في تطوير منتجات مُحسَّنة يمكن إعادة تدويرها بعد الاستهلاك.