وحدة العمل الاستراتيجية للمنتجات المتخصصة

واصلت وحدة العمل الاستراتيجية للمنتجات المتخصصة - خلال عام 2019 م - تنفيذ استراتيجيتها "الفريدة"، التي تركز على تمكين الشركة من بلوغ مكانة ريادية بين أفضل خمس شركات عالمية، ودأبت على تحقيق المزيد من الزخم مع تركيزها الثابت على محرك واحد رئيس؛ هو: إيجاد قيمة للزبائن.

لإنجاح هذه الاستراتيجية، وتحقيق النمو والتطور الذاتي وغير الذاتي المستقبلي، كان الاعتماد على أداة رئيسة هي جعل أعمال المنتجات المتخصصة كيانًا مستقلً قائمًا بذاته، له موارده المالية وأصوله الخاصة. وقد تم بالفعل إحراز تقدم كبير في هذا الاتجاه، ويتوقع إتمام تلك الخطوة في عام 2020 م، ما يعزز الشفافية المالية، والمرونة، والتركيز بشكل أعمق على الزبائن.

أهم المعطيات غير المالية

شهد حجم مبيعات المنتجات المتخصصة انخفاضًا نتيجة لظروف التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى بدوره إلى تباطؤ في معظم قطاعات الصناعات الكبرى التي تستخدم المنتجات المتخصصة، مثل قطاعات صناعة السيارات، والإلكترونيات، والأجهزة الكهربائية. ونتج عن ذلك تغير في سلوك المستهلكين، وانخفاض في حجم المبيعات.

أهم المعطيات التشغيلية

كثفت وحدة المنتجات المتخصصة طوال عام 2019 م عنايتها بإيجاد قيمة للزبائن عبر مساعدتهم على حل مشكلاتهم الأكثر تحديًا، مُوظّفةً خبرات (سابك) في مجالات المواد والهندسة والخدمات، وحضورها العالمي، ونهجها التعاوني المميز في التعامل مع الزبائن.

وأولت الوحدة اهتمامًا بالغًا لمساعدة الزبائن في مواجهة التحديات واغتنام الفرص التي تتيحها الثورة الصناعية الرابعة، سِيَّما في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والنقل الكهربائي، واتصالات الجيل الخامس، والأجهزة الإلكترونية الذكية، والرعاية الصحية، والروبوتات، مدركةً ضرورة أن يكون لديها فهم واضح للطريقة التي يُفكر بها الزبائن والوقوف على مختلف احتياجاتهم ومتطلباتهم.

أظهرت أحدث الأبحاث التي أجرتها الشركة مدى اهتمام الزبائن وحرصهم على التفاعل والتواصل الشخصي المباشر رغم توافر وانتشار المعلومات عبر الإنترنت. وانطلاقًا من ذكرى تأسيس خط إنتاج مركبات إل إن بي ™، نظمت الشركة لقاءات تقنية عبر 19 مركزًا رئيسًا في جميع أنحاء آسيا (المحيط الهادئ) والولايات المتحدة وأوروبا، حضرها أكثر من 2300 زبون، لمعرفة المزيد حول ابتكارات (سابك)، وقدراتها في مجالات إنتاج المواد، وتصميم التطبيقات، واستخدام أفضل الممارسات.

عززت وحدة المنتجات المتخصصة في 2019 م أيضًا تركيزها على خدمات الزبائن، وتضمن ذلك توسيع شبكة توزيع منتجاتها في عدة أماكن، وجرى التركيز على منطقة أمريكا الشمالية، في ظل انتشار المكاتب بكل من آسيا وأوروبا ؛ حيث تم تأسيس مكتبين جديدين ساعدا في تعزيز الحضور الداخلي في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك عبر المعرفة بالمنتجات، وتصميم التطبيقات، والخبرات الفنية، ما يمكن من تقديم الدعم الأفضل للزبائن في القطاعات الصناعية الرئيسة.

كما تعمل الشركة على زيادة الإنتاج، لتساعد زبائنها للوصول إلى السوق بصورة أسرع، وسوف تثري إعادة تشغيل مصنع البولي إيثيلين إيثر في موقع برغن أوب زوم، بهولندا – المتوقعة في عام 2020 م – حجم المعروض العالمي من راتنج نوريل ™ بنسبة 40 ٪. كذلك بُدِئت الأعمال الإنشائية في مرفق إنتاج راتنج ألتم ™ في بينوي، بسنغافورة ومن المقرر اكتمالها بحلول عام 2021 م، ما يتيح حصول زبائن الشركة في آسيا على هذا المنتج.

تسهم وحدة المنتجات المتخصصة في تلبية متطلبات الزبائن المتعلقة بالأداء الحراري والميكانيكي والبصري والكهربائي، وكذلك متطلبات الاستدامة، وذلك من خلال باقة منتجاتها الرئيسة التي تشمل راتنجات نوريل ،™ وألتم ™، وإكستم ™، وسيلتم ™، ومجموعة مركبات إل إن بي ،™ والبوليمرات المشتركة، ومجموعة متنوعة من المواد الحرارية والمضافات.

وبذلت الوحدة جهودًا كبيرة لتطوير طرق جديدة لمساعدة الزبائن على تلبية متطلبات الاقتصاد الدائري؛ إذ تسهم راتنجات ترفتالات البولي بيوتيلين (إل إن بي ™ إلكرين ™ آي كيو)، - التي تُنْتَج من نفايات ترفتالات البولي إيثيلين المعاد تدويرها (r-PET ) - في الحد من الأثر البيئي للمنتجات خلال مراحل إنتاجها المختلفة (من المصدر إلى بوابة المصنع)، مقارنة براتنج ترفتالات البولي بيوتيلين (بي بي تي) البكر، وذلك حسب تقويمها من حيث الطلب التراكمي على الطاقة وإمكان الاحترار العالمي.

يُعد تجهيز البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس ( 5G )، والنمو المتزايد لإنتاج الأجهزة المتوافقة مع هذه الشبكة، محركً رئيسًا آخر بالنسبة لأعمال المنتجات المتخصصة، حيث ارتفعت مبيعات أوليمغومرات نوريل ™ بنسبة 130 ٪ سنويًا (وهو مكون رئيس في منتجات لوحات الدوائر الكهربائية الجديدة المخصصة للخوادم عالية السرعة والمحطات الأساسية والهوائيات اللاسلكية)، ومن المتوقع أن يشهد عام 2020 م وما بعده زيادة كبيرة في القدرة الإنتاجية التي بدأت عام 2019 م؛ استجابة للانتشار المستمر لشبكة الجيل الخامس على مستوى العالم.

وفي مجال السيارات، تتيح تقنيات "النظم المتقدمة لمساعدة السائق" ( ADAS ) في المركبات التقليدية وذاتية القيادة، مجموعة كبيرة من الفرص أمام باقة المنتجات المتخصصة؛ حيث تعتمد هذه النظم على الكاميرات، والرادارات، وأجهزة تحديد المدى عن طريق الضوء (ليدار)، وأنظمة الاستشعار الأخرى، ولكل منها تحدياته الخاصة فيما يتعلق بالأداء.

توفر راتنجات ألتم ™ ميزات عديدة لعدسات الكاميرات والاسطوانات والفواصل؛ بما في ذلك الشفافية للأشعة تحت الحمراء، ومقاومة الحرارة والمواد الكيميائية، فيما تحقق راتنجات نوريل ™ ثباتًا بعديًا، وامتصاصًا منخفضًا للرطوبة، ما يجعلها مثالية للأغطية الواقية. أما مركبات إل إن بي ™ فتوفر سمات أساسية مثل التدريع الكهرومغناطيسي (حماية من التدخلات الكهرومغناطيسية)، والتحكم الحراري، والصلابة.

تتطلب أنظمة الرادار الخاصة ب"النظم المتقدمة لمساعدة السائق" - التي تتيح ميزات مثل مثبت السرعة القابل للضبط، ومكابح الطوارئ الذاتية، والتحذير من الاصطدام الأمامي - أجهزة متعددة المكونات ذات مجموعة متنوعة من القدرات، بدءًا بالتدريع الكهرومغناطيسي، وصولً إلى الحماية من قوة الصدمات، وامتصاص موجات الرادار، وشفافية موجات الرادار. وتستخدم هوائيات لوحة الدائرة الكهربائية المطبوعة ورقائق التحكم، راتنج نوريل ™إس أيه، وهو أوليغومر يوفر مستوى منخفضًا من تبدد المادة العازلة للطاقة الكهرومغناطيسية، بينما تستفيد الأغطية الخلفية بما تتميز به مركبات نوريل ™، ومركبات إل إن بي ™، من الصلابة ومقاومة الرطوبة والتحكم الحراري.

كما تتطلب أنظمة تحديد المدى عن طريق الضوء (ليدار) LiDAR (التي يمكن دمجها في الصدامات الأمامية والخلفية للمركبات، أو داخل المصابيح الأمامية) المتانة والنقاء الضوئي والبصري. وتوفر المنتجات المتخصصة مزيدًا من الحرية في التصميم، فضلً عن ميزات أخرى تتعلق بمقاومة التأثيرات البيئية، والشفافية للأشعة تحت الحمراء، مقارنة بالزجاج التقليدي والإبوكسي، بالإضافة إلى ميزات تتعلق بكفاية عملية تجميع الأجزاء.

ومع بروز "إنترنت الأشياء" وزيادة التوجهات نحو الاتصالات المباشرة، أصبحت هناك حاجة كبيرة لزيادة سرعة نقل البيانات وكثافتها، وتقليص وقت الاستجابة، ما جعل صناعة الإلكترونيات تتوقع تصاعد الطلب بصورة هائلة على وحدات الاستشعار والعدسات لتمكين عمليات الاتصال على النحو المطلوب. تُعتبر راتنجات (ألتم ™) و(إكستم ™) مثالية لتلبية تلك الاحتياجات، وقد أضافت شركة (زيماكس) - صاحبة معيار زيماكس البرمجي لتصميم الأنظمة البصرية - أربعة من منتجات (سابك) المتخصصة إلى قاعدة بياناتها الخاصة بأدوات برنامج ®OpticStudio ، الذي يستخدمه المصممون لتحليل المكونات والأنظمة المحتملة ومحاكاتها، وتحسينها، ما ساعد الشركة على فهم قدرات مواد البلاستيكيات الحرارية الموجهة للاستخدامات البصرية التي توفرها (سابك)؛ حيث تهيئ راتنجات (ألتم ™) ودرجتان من كوبوليمر (لكسان ™ سي إل تي) المقاوم للحرارة، خيارات ذات ميزات ملموسة مقارنة بالزجاج والإيبوكسيات التقليدية.

التطلعات

تعكس خطط (سابك) في مجال المنتجات المتخصصة الأهمية الاستراتيجية لهذه الوحدة، وتستهدف الخطط نقلها إلى مركز طليعي أكثر تقدمًا يمكنها من زيادة التركيز على قطاعات صناعية متعددة.

على صعيد النمو الذاتي، ستواصل المنتجات المتخصصة تركيزها لاستشراف الفرص الجديدة الواعدة في الأسواق سريعة النمو التي تشهد تغيرات فارقة؛ مثل أسواق الإلكترونيات الذكية، والنقل ذاتي القيادة، والطاقة المتجددة، وتخزين الطاقة، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي. أما على صعيد النمو غير الذاتي، فتدرك (سابك) أن تصعيد وتيرة النمو يستلزم تقديم قدرات إضافية لباقة أعمالها؛ بحيث تُصَوِّبُ تركيزها بشكل رئيس على الشركات ذات التقنيات المستندة إلى الميزات المحددة بوضوح، والسعي خلال عمليات النمو الذاتي وغير الذاتي أيضًا إلى استثمار الموارد الطبيعية الاستثمار الأمثل، والحد من التأثيرات البيئية من أجل تحقيق أهداف الاستدامة.