سعادة الدكتور عبد العزيز بن صالح الجربوع
رئيس مجلس الإدارة
بالتخطيط الاستراتيجي السديد، والالتزام الراسخ بالتميز من قبل إدارتها وموظفيها وجميع الأطراف ذات العلاقة بأعمالها حول العالم، نجحت (سابك) في مواصلة تحقيق الربحية، والتقدم في مسيرتها التحولية نحو مستقبل أفضل.
ولأننا جزء من منظومة صناعية تتسم بالتقلبات الدورية، فقد واجهنا في 2019 م العديد من التحديات التي غلبت على مشهد السوق العالمية، ولكنها لم تكن تحديات جديدة بالنسبة لنا؛ فاستراتيجيتنا موجهةٌ نحو تحقيق نمو مستقر طويل الأجل، ومصممةٌ لتمكننا من مواجهة الرياح المعاكسة بقوة ومرونة
يؤكد أداؤنا السنوي قدرتنا الكبيرة على الاستجابة لظروف السوق والتعامل مع المخاطر وعدم الاستقرار، مع الحرص على مواصلة التخطيط للمستقبل، تدعمنا في ذلك قوة حضورنا العالمي، واستثماراتنا التي تركز على تلبية متطلبات وتطلعات الزبائن، لدفع مسيرة الابتكار والاستدامة.
يستهدف برنامجنا التحولي الإسهام المتنامي في تحسين الأداء المالي العام لأعمالنا، ودفعها نحو تحقيق طموحاتنا لعام 2025 م من خلال الاستثمار الأمثل لرأس المال. ولبلوغ ذلك واصلنا تطوير قيادات الشركة وقدراتها، وتعزيز هويتها العالمية، والمساهمة الفاعلة في خطط التنمية الوطنية.
وللمحافظة على هذه المعادلة الناجحة والعمل بها في المستقبل، ندرك أهمية الاستثمار الذكي في المجالات التي تعزز قدرات الشركة التنافسية، وهذا هو سبب حرصنا على انتهاج هذه الاستراتيجية في عملياتنا المختلفة حول العالم
بدأنا في الولايات المتحدة الأمريكية العمل في المشروع المشترك مع شركة (إكسون موبيل) في ساحل الخليج الأمريكي، وفي أوروبا أولينا تركيزًا أكبر على أصولنا، بما يُعزز مركزنا التنافسي ويُحسن أداءنا التشغيلي.
وفي آسيا أعدنا تشكيل عملياتنا وتقويمها بعناية لتلبية احتياجات الزبائن الحالية والمستقبلية بشكل أفضل. كما أصبح بإمكاننا الآن تقديم خدماتنا محليًا في كل من الصين الكبرى وبقية آسيا على نحو أكثر سرعة ومرونة بفضل مركزيْ أعمالنا اللذين تم تخصيصهما هناك.
وبشكل عام، نركز في جميع أعمالنا على الاستثمار في المشاريع التي تمكننا من الاستفادة من التقنيات الرقمية العالمية وإثراء ميزاتها التنافسية، وفي مسار آخر ذي صلة نحرص على مواجهة التحديات الهيكلية في السوق العالمية من خلال إعادة هيكلة أعمالنا، وضبط التكلفة، ورفع معدلات النمو.
نشهد حاليًا مكاسب إيجابية مؤثرة نتيجة لهذه الجهود التطويرية، ومنها على سبيل المثال مشروعنا الناجح لإعادة تنظيم أعمال المغذيات الزراعية، الذي أسهم في تنظيم عمليات التشغيل والصيانة، وتنفيذ المشاريع بشكل أكثر فعالية.
في ذات الوقت، كثفنا جهودنا لتمكين (رؤية 2030 م)من خلال المساعدة في تحفيز الاقتصاد الوطني وتعظيم المحتوى المحلي. وواصلنا تنفيذ برنامج (نساند ™)الذي يُمثل إحدى مبادراتنا الوطنية لتعزيز النمو والتنوع وتوليد الفرص الوظيفية للإسهام في تحقيق الرؤية. كما أن مشاركاتنا وحضورنا العالمي في أكثر من خمسين دولة حول العالم يساعد على جذب الاستثمارات واستقطاب الخبرات العالمية إلى المملكة.
تسهم هذه الجهود في تعزيز قدرات الصناعات المحلية وتمكينها من التنافس والنمو عالميًا، إلى جانب دورنا المتصاعد في تنمية صادرات المملكة وتحسين ميزان التبادل التجاري، ورفع نسبة مساهمة القطاعات الصناعية في الناتج المحلي الإجمالي
على صعيد علاقات المستثمرين؛ حققنا تميزًا مشهودًا أهلنا لاستحقاق لقب "أفضل برنامج لعلاقات المستثمرين في مجال الكيماويات" في استبيان مجلة (ستتيوشنال إنفيستور) الذي يغطي الأسواق الناشئة في مناطق أوروبا والشرق الأوسط.
ونظرًا لأن نمونا وتطورنا المستقبلي يعتمدان إلى حد كبير على إيجاد حلول للقضايا الرئيسة التي تواجه المجتمعات حاضراً ومستقبلاً، فسنواصل تقديم حلول ناجحة ومستدامة تضيف قيمة للمجتمعات حول العالم وتعزز في الوقت ذاته نمو أعمالنا، سيما أننا قدمنا العديد من الحلول التي تخدم الاقتصاد الدائري، والاستفادة من النفايات البلاستيكية المختلطة بإعادة تدويرها كيميائيًا، ما عزز حضورنا في (تحالف القضاء على النفايات البلاستيكية)، الذي انضمت إليه (سابك) عضوًا مؤسِّسًا في يناير 2019 م، وهو منظمة عالمية تم تشكيلها حديثًا.
كما حافظنا في (سابك) على وتيرة استثماراتنا في تنمية الكفاءات والمواهب بما يمكننا من معاونة زبائننا وشركائنا على مجابهة تقلبات البيئة الاقتصادية العالمية، والمساعدة في مواجهة التحديات المجتمعية، ودفع عجلة التنمية المستدامة نحو تحقيق مستقبل مزدهر.
وقد أعدت (سابك) نفسها لمواصلة مسيرتها الطموحة، ومقابلة تحديات عام 2020 م وما يليه، مُعْتمدةً نهجًا واقعيًا لمواجهة تباطؤ الاقتصاد العالمي وتقلب أسعار النفط والمنتجات البتروكيماوية. وقد أثبتت مسيرتها عبر سنواتها قدرتها على تعزيز هويتها ورسم مستقبل نموها وميزاتها التنافسية، ومواصلة إنجازاتها بما يحقق شعارها (كيمياء وتواصل).