إيجاد القيمة من خلال الاستفادة من النفايات: تقنية (سابك) لالتقاط الكربون
تفتح مبادرات إتمام دورة التعامل مع نفايات البلاستيك، مثل مصنع (سابك) لالتقاط الكربون ، آفاقاً جديدة لخفض الانبعاثات وإيجاد قيمة تجارية في ذات الوقت.
العالم مليء بالكربون. هذا العنصر الكيميائي المذهل يحيط بنا في كل مكان، بدءاً من الملابس التي نرتديها إلى السيارات التي نقودها، وحتى أجهزة الكمبيوتر التي نستخدمها. ولكن هل تعلم أن 18.5٪ من كتلتنا الجسدية تتكون من الكربون أيضاً؟ إنه حقاً عنصر أساسي في عالمنا! وفي الوقت الذي نحرق المزيد من الوقود الأحفوري لنلبي احتياجات نمط حياتنا العصري وتعدادنا السكاني المتزايد، يزداد إطلاق الكربون في الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون.
وفي معركتنا المستمرة ضد بصمة الكربون التي تخلفها الأنشطة البشرية خلال السنوات القليلة الماضية، ظهرت تقنيتان واعدتان: الأولى هي تقنية التقاط الكربون وتخزينه؛ التي تلتقط ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المنشآت الصناعية ومحطات الطاقة، ثم تحبسه بأمان في طبقات جيولوجية عميقة. أما الثانية فهي تقنية التقاط الكربون واستخدامه التي لا تكتفي بالتقاط ثاني أكسيد الكربون، بل تعيد تدويره وتحويله إلى منتجات مفيدة، مثل المنتجات الكيماوية والأسمدة والوقود.
يقول أحد الخبراء في مصنع شركة (المتحدة): "نبع اهتمامنا بهذه التقنيات من سنوات قضيناها نبحث عن السبل التي نستطيع من خلالها استخدام مواردنا في (سابك) على نحو أكثر كفاءة. ولقد فتحت تقنيات لالتقاط الكربون واستخدامه أمامنا آفاقاً جديدة يمكننا من خلالها تقليل الانبعاثات وإيجاد قيمة تجارية إضافية". ولكن رغم إمكانية إعادة استخدام ثاني أكسيد الكربون مع مواد اللقيم بعد التقاطه، إلا أنه ما يزال يحتوي على ملوثات، في حين أن طرق التنقية التقليدية غير مجدية من حيث التلكفة. وفي هذا الصدد، أفضت الجهود المكثفة التي بذلتها (سابك) في مجال البحث والتطوير إلى استحداث تقنية خاصة بها في مصنعها المخصص لالتقاط الكربون واستخدامه لدى شركة الجبيل المتحدة للبتروكيماويات (المتحدة) التابعة لشركة (سابك).
في العام 2015م، وقبل طرح اتفاق باريس، عرضت (سابك) حلولها لالتقاط الكربون واستخدامه على وفد ضم رئيس مؤتمر الأطراف آنذاك. في الصورة من اليسار لوران فابيوس (وزير الخارجية الفرنسي في ذلك الوقت) مع دانيال غامبوس وعبد العزيز الجديع من (سابك) في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP) في باريس.
وقت افتتاح المصنع في العام 2015م، قبل طرح اتفاقية باريس، كان المصنع هو الأكبر من نوعه في العالم (حتى الآن لا يزال أحد أكبر مرافق التقاط واستخدام ثاني أكسيد الكربون في العالم) ويمكن للمصنع، الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، التقاط ثم تنقية ما يصل إلى 500 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من إنتاج جلايكول الإيثيلين كل عام. ويناسب نقاء ثاني أكسيد الكربون المعالج مستوى الاستخدام المطلوب للتعامل مع المواد الغذائية، ويتم إنتاجه على شكل غاز ليتم توجيهه عبر شبكة خاصة إلى الشركات التابعة لشركة (سابك) في مدينة الجبيل الصناعية لإنتاج اليوريا (المستخدمة في الزراعة) والميثانول (المكون الأساسي للمواد الكيماوية الأخرى التي يمكن استخدامها في تطبيقات السيارات والاستعمالات الطبية) وثاني أكسيد الكربون السائل (لإرساله للزبائن بُغية استخدامه في العديد من التطبيقات التجارية والصناعية، مثل تحلية المياه والاستخلاص المعزز للنفط). وأضاف الخبير لدى مصنع شركة (المتحدة): "أتاح تقارب مواقع منشآت التصنيع السعودية فيما بينها فرصةً مثاليةً للاستفادة من المنتجات الثانوية".
يتماشى مصنع شركة (المتحدة) لجمع الكربون واستخدامه مع مبادرات (سابك) الأخرى المرتبطة بالاقتصاد الدائري، مثل باقة منتجات (تروسيركل™). وتبرز مبادرات إتمام دورة صناعة البلاستيك المستخدم بين الأساليب الرامية لتحقيق الحياد الكربوني، بل إنها تفتح آفاقاً جديدة للسوق وتفتح مسارات لتسريع اعتماد التقنيات والنماذج التجارية الرائدة.
علاوة على ذلك، كان إنشاء شركة (سابك) في الأساس بموجب مرسوم ملكي من أجل تحويل الغاز الطبيعي المصاحب لإنتاج النفط، الذي كان يحرق هدراً، إلى مواد كيماوية قيمة. وبهذا، فإن خلق القيمة من خلال التقاط الكربون يعكس المبادئ التي قامت عليها الشركة، وهي المبادئ التي تواصل تعزيز جهود الشركة نحو الابتكار والاستدامة اليوم وفي المستقبل.
إخلاء المسؤولية: تستند هذه النسخة التفاعلية لـ(تقرير سابك السنوي الموحد) على الملف الأصلي المنشور على هذا الموقع الالكتروني بصيغة (PDF). وفي حال وجود أي اختلاف أو تناقض بين النسختين فإن نسخة الـ(PDF) الأصلية ستكون هي المعتمدة.