رسالة الرئيس التنفيذي
نجحت (سابك) في تقديم أداء مشرف في مجال الاستدامة خلال عام 2022 م حيث تمثل الاستدامة ركناً اساسيًا لمرحلة جديدة ومثيرة من النمو بالنسبة للشركة.
المهندس عبد الرحمن بن صالح الفقيه
الرئيس التنفيذي
حرصت (سابك) على مواءمة طموحاتها المتعلقة بالاقتصاد الدائري وحيادية الكربون مع "مبادرة السعودية الخضراء" التي تأتي في إطار (رؤية السعودية 2030 )، وتركز على الطاقة المتجددة، والتشجير، وإنتاج الهيدروجين النظيف، والتقاط الكربون وتخزينه، وعممت (سابك) ذلك في جميع عملياتها العالمية.
وقد أدركت (سابك) منذ تأسيسها عِظَم أهمية الاستدامة، ما جعلها تحرص دائمًا على مراقبة وتتبع أدائها على مستوى الاستدامة وفق سلسلة من مؤشرات الأداء الرئيسة المستندة إلى أرقام تعكس قياسات الأداء الفعلي في جوانب الاستدامة المختلفة؛ التي منها - على سبيل المثال - انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري واستهلاك المياه العذبة وهدر المواد، وتعكس كذلك حجم إنتاج واستهلاك الطاقة. ومع اقترابنا من تحقيق أهداف عام 2025 م، نجحنا في خفض جميع مؤشرات الأهمية النسبية بشكل كبير مقارنة بعام الأساس 2010 م.
ثمة العديد من جوانب الاستدامة الأخرى التي تسعى (سابك) إلى تعزيزها، ولكن بالنظر إلى تاريخها ومكانتها في المملكة، فقد أولت أهمية كبيرة لأهداف الاستدامة المتعلقة ب (رؤية السعودية 2030 م)؛ حيث تنطلق على المسار الصحيح في هذا الجانب من خلال مواءمة طموحاتها المتعلقة بالاقتصاد الدائري وحيادية الكربون مع"مبادرة السعودية الخضراء"، التي تأتي في إطار (رؤية السعودية 2030 م)، وتركز على الطاقة المتجددة، والتشجير، وإنتاج الهيدروجين النظيف، والتقاط الكربون وتخزينه. وتفخر (سابك) بأن تكون جزءًا من "مبادرة السعودية الخضراء" من خلال إطلاق العديد من المشاريع المؤثرة؛ بما في ذلك مشروع معالجة التلوث البحري البلاستيكي في البحر الأحمر والخليج العربي.
عَمَّمَت (سابك) هذه المساعي في جميع عملياتها العالمية، إيماًنا منها بضرورة تهيئة نموذج أعمالها بما يؤهلها للنجاح في عالم يمنح الأولوية لخفض الانبعاثات الكربونية وزيادة المنتجات القائمة على مواد لقيم متجددة أو مُعاد تدويرها. وفي ضوء ذلك نطوِّر منتجات وحلولًًا مبنية على مبادئ الاقتصاد الدائري وحيادية الكربون، لا سيما من خلال باقتنا نجحت (سابك) في تقديم أداء (تروسيركل ™). وقد وضعت (سابك) التزامًا عامًا في بداية عام 23 م لمعالجة مليون طن متري على الأقل سنوًيا من منتجات (تروسيركل ™) بحلول عام 2030 م وذلك باستخدام مواد لقيم حيوية أو مُعاد تدويرها، كما انضممنا مؤخرًا إلى مبادرة "معًا من أجل الاستدامة" العالمية، التي تستهدف تقييم ومراجعة وتحسين ممارسات الاستدامة في مشتريات سلاسل الإمدادات؛ إذ تهدف (سابك) من خلال هذه المشاركة إلى ضمان اتباع مورديها الإجراءات المناسبة والعمل على تخفيض الانبعاثات غير المباشرة ضمن (النطاق الثالث) في سلاسل القيمة لمنتجاتها.
وعلى الصعيد الداخلي، تولي (سابك) اهتمامًا كبيرًا أيضًا لظروف العمل، وتُقدم قيمة مميزة وجاذبة للموظف تأخذ رفاهيته بعين الاعتبار. ويسعدني أن أشير إلى أن الجهود الداخلية الدؤوبة التي نبذلها قد حظيت بالتقدير من جديد في عام 2022 م، فقد منحنا "معهد أفضل أصحاب العمل" - وهو هيئة اعتماد معتمدة عالميًا - لقب "أفضل أصحاب العمل" في خمس من أسواقنا الآسيوية الرئيسة هي: الصين (للعام الثاني عشر)، والهند واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية (للعام التاسع على التوالي). كما أنني فخور بموظفاتنا اللاتي حصلن على تكريم ضمن جوائز (ستيب أهيد) لعام 2022 م التي يمنحها (معهد التصنيع) لقاء تميزهن وريادتهن في مجال التصنيع، كذلك حافظت (سابك) على شهادة "الريادة في الامتثال ™" التي يمنحها معهد (إيثيسفير) تقديرًا لنهجها في الإشراف على الموظفين وتدريبهم والتواصل معهم.
ورغم الاضطرابات الاقتصادية التي شهدها عام 2022 م، واصلنا الاستثمار في المجتمعات التي نعمل بها، حيث استثمرنا 28.9 مليون دولار أمريكي في برامج المسؤولية الاجتماعية في 20 دولة، شملت التبرعات الخيرية ورعاية الفعاليات والشراكات والخدمات التطوعية، وجاءت هذه الاستثمارات في ضوء المجالات الأربعة التي ترتكز عليها استراتيجية المسؤولية الاجتماعية لدينا وهي:
– المياه والزراعة المستدامة.
– حماية البيئة.
– التعليم في مجال العلوم والتقنية.
– الصحة.
تأتي جميع الإنجازات المحققة عام 2022 م في إطار الأهداف الشاملة التي تسعى (سابك) لتحقيقها تعزيزًا لأدائها على مستوى الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. ولم يكد عام 2023 م يبدأ حتى أحرزت (سابك) للمرة الثانية على التوالي جائزة "الأفضل في الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات" من ملتقى السوق المالية السعودية، غير أننا لا نكتفي بما حققناه من إنجازات، بل نعمل على تطوير الأنظمة والإجراءات الخاصة بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات بما يضمن مواصلة التحسينات عام بعد عام.
دأبت (سابك) منذ بداياتها عام 1976 م على التكيّف مع الظروف المتغيرة. والآن مع دخولها عام 2023 م تواصل التطور للتكيف مع التحديات القادمة، وانتهاج الخطط السديدة لاجتيازها؛ تُعينها على ذلك طموحاتها المتوقدة واستثماراتها ومكتسباتها طوال السنوات الماضية، ما يجعلها في وضع يسمح لها بتحقيق مزيد من النمو والنجاح عبر الاستدامة.