الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات

كان هذا الأمر جليًّا في أول تقرير سنوي أصدرته (سابك) عام ١٩٧٧م، ولكن مسيرة توثيق جهود الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لم تبدأ حتى عام ٢٠١١م؛ عندما تم إصدار تقرير الاستدامة الأول للشركة؛ فيما واصلت (سابك) هذه المسيرة على مدى السنوات اللاحقة من خلال الالتزام بتقييمات الأهمية النسبية، وتحديد الأهداف ومؤشرات الأداء الرئيسة، وزيادة الشفافية، إلى أن بلغت الآن مستوى أصبحت فيه مستعدة لتقديم أول إفصاح رسمي بشأن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في تقريرها السنوي.

وقد توَّجت (سابك) التزامها الوثيق بممارسات الأعمال المستدامة والاستثمارات الاجتماعية المسؤولة بإحراز جائزة أفضل شركة بتروكيماوية مسؤولة في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لعام ٢٠٢٠م، التي تمنحها مجلة (كابيتال فاينانس إنترناشونال). كما تسلمت ميدالية الاستدامة البلاتينية التي تمنحها (إيكوفاديس) الرائدة في تقييم الأداء المستدام للشركات حول العالم. تُعد الميدالية أعلى تقدير يُمكن الحصول عليه في هذا المجال، وتُعطى فقط للشركات التي تطبق أفضل ممارسات الاستدامة.

تسجل الشركة حضورًا فاعلًا في مختلف الفعاليات الدولية المعنية بهذا المجال الاستراتيجي؛ ففي عام ٢٠١٧م وبمدينة (دافوس) السويسرية، شارك نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي أكثر من ١٤٠ رئيسًا تنفيذيًّا بمجلس الأعمال الدولي للمنتدى الاقتصادي العالمي، في إصدار (ميثاق القيادة المسؤولة سريعة الاستجابة)، الذي أكد أن "أفضل من يخدم المجتمعات هي الشركات التي تجعل أهدافها تتوافق مع أهداف المجتمعات طويلة الأجل"، واعتبر الميثاق أن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs) هي بمثابة خريطة الطريق لتحقيق هذا التوافق.

تحرص (سابك) على التوافق مع مخرجات المنتدى الاقتصادي العالمي وتدعم بالكامل إطار عمله الذي يُركز على رأسمالية الأطراف ذات العلاقة، حيث تركز أهداف الشركة على إيجاد قيمة طويلة الأجل للجميع – ليس فقط للمساهمين ولكن أيضًا للأطراف الأخرى ذات العلاقة بأعمالها. كما أن (سابك) عضو نشط في مجموعة مُتبعي الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وترى في معايير المنتدى الاقتصادي العالمي دليلًا ومرشدًا مهمًّا يدعمها في تعزيز عملية توجيه القيمة في الإفصاحات التي تدرجها في تقاريرها السنوية.

تدرك (سابك) الأهمية المحورية لعوامل الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لنجاح الأعمال في السوق العالمية، وأنها ستصبح عاجلًا أم آجلًا شرطًا للترخيص للشركات بممارسة أعمالها. وتتطلع بحماس إلى دمج هذه العوامل في استراتيجية أعمالها الأساسية؛ لضمان فهم جميع موظفيها الاتجاهات الكبرى التي ستؤثر على الشركة والمجتمعات على مدار العقود القادمة، وإيجاد نهج مشترك لمعالجة القضايا المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية التي تثيرها تلك الاتجاهات. كما تدرك الشركة أهمية دمج الاستجابة لمطالب الإفصاح ضمن نسيج عملياتها وأدواتها وأولوياتها، سواء تطلبت الأنظمة ذلك أم لا.

هذا المنطلق، أسست (سابك) لجنة توجيهية لوضع استراتيجية وخريطة طريق لإعداد تقارير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، يرأسها المدير المالي وتضم أعضاءً من الموارد البشرية وقطاع الاستدامة وقطاع شؤون الشركة، بما في ذلك إدارة المسؤولية الاجتماعية وإدارة الاتصالات العالمية وإدارة علاقات المستثمرين. تحدد مخرجات هذه اللجنة مسار عمل وأنشطة فريق الحوكمة الأساسي الذي يتمتع بدعم مباشر من العديد من الإدارات بما في ذلك إدارة الشؤون القانونية.

تستهدف (سابك) تضمين الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في عملية صنع القرار على كل مستوى في جميع مجالات أعمال الشركة، وضمان اتباع نهج شامل بهذا الشأن. وتُعد اللجنة التوجيهية بمثابة أداة التمكين التي تتولى الترويج لدمج عوامل الحوكمة في الأعمال والقرارات الأساسية.

مهام اللجنة التوجيهية للحوكمة:

• فهم أداء الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وتحديد الإفصاحات المرتبطة بها الأكثر صلة بأعمال الشركة.
• تحديد واقتراح السياسات العامة للممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وإعطاء الأولوية لقضاياها الحالية والناشئة التي قد تؤثر على العمليات التشغيلية للشركة.
• وضع ميثاق واضح ومحدّد للشركة حول الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، إلى جانب خريطة طريق لتحقيقه.
• تعزيز فهم الشركة للمسائل المتعلقة بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
• دعم عملية تقييم المخاطر، ورصد الفرص المتعلقة بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات واستشراف الطرق لاستثمارها.