رسالة نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي

نجحت (سابك) - بفضل مرونتها وقدرتها على التكيف والتزامها تنفيذ خطة التحول - في التعامل مع المخاوف المتزايدة التي ارتبطت بالجائحة التي أثرت في عام 2021 م على صناعة الكيماويات حول العالم. والآن، مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي نجد أنفسنا في وضع قوي يمكّننا من تحقيق النمو المستدام.

مع ذلك، لا يمكننا الركون والتراخي. ويبقى الاهتمام بالصحة والسلامة والأمن البيئي والبشري دومًا هو الحجر الأساس في ثقافة (سابك)؛ إذ ساعدنا ذلك في الحفاظ على مسار ثابت خلال تداعيات جائحة (كورونا). وقد بذلنا جهودًا حثيثة لحماية الصحة البدنية والنفسية لموظفينا وأسرهم والمجتمعات التي نعمل بها، وحافظنا على تميزنا في مجال الأمن السيبراني بشكل يعزز قدرتنا على تنفيذ أعمالنا خلال الأوقات الصعبة، حتى عند اللجوء إلى العمل من المنزل.

على صعيد البيئة والصحة والسلامة والأمن، سجل معدل حوادث السلامة (SHER) - المؤشر الرئيس لأدائنا الشامل - مستوى 0.35 ، وهو الأدنى على الإطلاق في مسيرتنا، ولم تشهد الشركة في عام 2021 م أي حوادث من الفئة "أ"، كما لم تقع أي حوادث ذات أهمية تُذكر في مجال الأمن السيبراني خلال العام. فضلً عن ذلك، واصلنا تحسين أدائنا على مؤشر تطبيق معايير البيئة والصحة والسلامة والأمن الذي استحدثناه قبل عامين ويتضمن تعريفًا لمستوى التطور في تطبيق نظم الأمن السيبراني.

إن أداءنا الجيد على مستوى الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات - إلى جانب تصنيفنا الائتماني المستقل - يجعلنا أكثر جاذبية للمستثمرين، وييسر لنا الحصول على التمويل اللازم للنمو. وفيما يتعلق بأدائنا في مجال الممارسات الاجتماعية وحوكمة الشركات أشير إلى أننا واصلنا الاستثمار في المجتمعات التي نعمل بها حتى أثناء فترة التعافي؛ حيث استثمرت (سابك) خلال عام 2021 م ما يصل إلى 33 .56 مليون دولار أمريكي في 127 برنامجًا متعلقًا بالمسؤولية الاجتماعية في 26 دولة، ما أثر بشكل إيجابي على حياة أكثر من (345) ألف شخص.

في عام 2021 م أكملنا متطلبات المركز السعودي لكفاءة الطاقة للدورة الأولى بتطوير أداء العمليات وتخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 7% بداية من 2011 م. وكذلك جهزنا حزمة المشاريع والمبادرات المطلوبة للالتزام بمتطلبات الدورة الثانية في 2025 م.

كما حظيت جهودنا في مجال إدارة الموارد البشرية بالإشادة، ما يؤكد التزامنا توفير ظروف العمل المناسبة لموظفينا حول العالم. فضلً عن ذلك، واصلنا العمل لرفع مستوى الامتثال بينما نرسخ لثقافة أخلاقية قوية في (سابك)، ما مكننا من المحافظة على شهادة "الريادة في الامتثال" التي يمنحها معهد (إيثيسفير)، ويؤكد من جديد مكانتنا الرائدة في تطبيق ممارسات حوكمة عالمية المستوى.

حصدنا أيضًا جائزة "الأفضل في الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات" ضمن الجوائز التي منحها ملتقى السوق المالية السعودية في أول عام لتأسيسه، ما يعد دليلً قوًيا للقيمة المتميزة التي نقدمها على مستوى الصناعة في هذا المجال.

مع ذلك، ندرك أهمية متابعة الأداء على صعيد الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات ونسعى إلى استيعاب أدائنا لتلك الممارسات بشكل أفضل ووضع السياسات اللازمة للتحسين المستمر.

طَوَّرنا في الوقت نفسه نموذجنا التشغيلي من أجل تبنّي الاستدامة بشكل أفضل، والاستفادة من الابتكار التقني، وتقديم قيمة أعلى للأطراف ذات العلاقة بأعمالنا في المملكة وفي جميع المناطق التي نعمل بها. وقد مكنّنا نموذجنا التشغيلي الجديد من تعميق علاقاتنا مع زبائننا في الأسواق عالية النمو حول العالم؛ فبعد أن اتخذنا خطوات جريئة لإعادة تنظيم وحدتيْ عمل المغذيات الزراعية والمنتجات المتخصصة، توسعنا هذا العام نحو آفاق ومجالات جديدة واعدة، وفي ذات الوقت نمضي بخطى سريعة نحو تبني مبادرات التحول الرقمي ما سيؤدي إلى زيادة الكفاءات التي سنعتمد عليها في تحقيق النمو والتطور.

إن التزامنا تَبَنِّي نهج الابتكار يمنحنا ميزة تنافسية فريدة؛ إذ لا يمكنّنا من تطوير الحلول الرقمية فحسب، بل يمكنّنا أيضًا من تطوير حلول أخرى تمنحنا بداية قوية في ظل تعافي العالم من الجائحة، فنحن نؤمن بقدرتنا على اغتنام العديد من الفرص الناشئة ومنها الفرص المتعلقة بوسائل النقل الكهربائية وأنظمة اتصالات الجيل الخامس؛ ولهذا السبب برزت (سابك) في قائمة الفائزين بجوائز البحث والتطوير( R&D 100 ) لأفضل مائة تقنية ثورية في العام تقديرًا لنجاحها في إنتاج أفلام ( ELCRES™ HTV150) المتطورة العازلة للكهرباء ومادة ( SD1100P Specialty Dianhydride ) المتخصصة عالية النقاء.

تعكس خريطة الطريق التي وضعناها للحياد الكربوني إصرارنا على تبنّي الابتكار للاضطلاع بمسؤولياتنا للمدى الطويل، مُحَدِّدَةً خمسة مسارات لإزالة الكربون في (سابك) هي: موثوقية وكفاءة الطاقة والتحسينات، والطاقة المتجددة، والتشغيل باستخدام الطاقة الكهربائية، وجمع الكربون وتخزينه، والهيدروجين الأخضر/ الأزرق.

تأتي هذه المسارات مُتمِّمةً لمساعي (سابك) وتركيزها المستمر على المواد الأولية الدائرية والمتجددة، التي تُوِّجَت باستحقاقها التقدير العالمي لجهودها المبذولة من أجل النهوض بالاقتصاد الدائري، حيث أحرزت مؤخرًا جائزة "أفضل مبادرة لإعادة التدوير والاقتصاد الدائري" التي منحتها مجلة (كيميكال ويك) في حفلها المرموق لجوائز الاستدامة لعام 2021 م.

وقبل كل شيء، فنحن ملتزمون التزامًا عميقًا بأهداف (رؤية المملكة 2030)، (مبادرة السعودية الخضراء) التي نتجت عنها مؤخرًا وتحدد كيف يسهم الحياد الكربوني في دعم المحاور الثلاثة للرؤية وهي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، فيما أن نمو الاقتصاد هو أيضًا هدف نسهم فيه بالمملكة.

تمثل مبادرة (شريك) قفزة كبيرة إلى الأمام في هذا المجال؛ فمن خلال تمكين القطاع الخاص من العمل مع الوزارات أو الجهات الحكومية ذات العلاقة للحصول على دعم متخصص، يمكننا تحفيز فرص النمو للصناعات الكيميائية والصناعات التحويلية في المملكة ودعم الصادرات السعودية بشكل أكبر، وفي الوقت نفسه، ستسهم المبادرة في تعزيز سلسلة الإمدادات المحلية من خلال تنمية فرص الوصول إلى التمويل التنافسي لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

باختصار: ستعمل مبادرة (شريك) على تعزيز تنافسية المملكة (سابك) على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

وفي الوقت ذاته، تواصل مبادرة (نساند TM ) الإسهام في دعم الاقتصاد، وتعزيز جهود التوطين وتحقيق قدر أكبر من التنوع الاقتصادي وتوفير فرص العمل.

نتطلع لاستمرار (سابك) في ريادتها، ومع (خريطة طريق الحياد الكربوني) فقد حان الوقت للتنفيذ وترسيخ ريادتنا في واقعنا الجديد؛ حيث يتطلب نمونا المستمر أن نكون أكثر جرأة، وأن نطور نموذج أعمالنا بشكل أكبر، ونعتمد تقنيات تعزز تميزنا التشغيلي وأداءنا في مجال الاستدامة وحماية المناخ بينما نقترب من تحقيق هدفنا أن تصبح (سابك) هي (الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات).