المعادن (حديد)
تورّد (سابك) منتجاتها المعدنية إلى الأسواق المحلية والعالمية تحت علامتها التجارية عبر شركة (حديد) المملوكة لها بالكامل، وتُعد أكبر منتج للصُلب في منطقة الخليج. تصنّع (حديد) باقة واسعة متنوعة من منتجات الصلب الطويلة والمسطحة، ملتزمةً أرفع مستويات الأداء من حيث الكفاءة والموثوقية، وأعلى معايير البيئة والصحة والسلامة والأمن، وتعزيز الاستدامة بشكل مطّرد، وتقديم أقصى قيمة للأطراف ذات العلاقة بأعمالها.
خلال عام ٢٠٢٠م أدت جائحة (كورونا) إلى تفاقم الضغوط الناتجة عن تكاليف المواد الخام وضعف الطلب، بيْد أن ذلك لم يؤثر على التزام الشركة تجاه قطاع البناء والتشييد، وتأكيد مكانتها الريادية في السوق، فقد حافظت الشركة على سمعتها موردًا موثوقًا لمنتجات الصلب عالية الجودة للسوق السعودية، وواصلت تلبية احتياجات الزبائن رغم القيود المفروضة على حركة النقل نتيجة انتشار الجائحة.
تواصل الشركة تنفيذ استراتيجيتها التحوُّلية لتحقيق أداء وربحية تنافسية مُستدامة على أعلى مستوى، كما تعمل على جبهات عدة؛ حيث تبحث آفاق التوسع في مجال التعدين، وتمكين شركة (حديد) من دخول مجال إنتاج مواد اللقيم، وتقييم عملية إضافة مرافق جديدة لمنتجات متنوعة مختلفة. تشمل المشاريع الاستراتيجية طويلة الأمد التي تخضع للتقييم حاليًّا:
- مواصلة الاستثمار في التعدين لتحسين تكلفة المواد الخام من خلال مشروع (تكامل)، الذي يُبشّر بوجود إمكانات واعدة.
- استكشاف أوجه التكامل والتعاون مع الجهات والوكالات الحكومية والاستثمارية، وفرص زيادة المحتوى المحلي بما يتماشى مع (رؤية ٢٠٣٠م).
- العمل مع قطاع التصنيع في (سابك) لتطوير برنامج لاستكشاف إمكانات وأوجه التكامل، والمكاسب التي يتم تحقيقها من مبادرات التحول الرقمي وتحسين التكلفة.
- تقييم المنتجات المتميزة الجديدة لمواءمتها مع احتياجات الزبائن وطموحات (سابك) في مجال الاستدامة.
أهم المعطيات المالية
بلغت إيرادات (حديد) في عام ٢٠٢٠م مبلغ ٨.٩٩ مليار ريال سعودي، بانخفاض قدره ١.٨٠ مليار ريال سعودي، أو بنسبة -١٧٪، مقارنة بـ ١٠.٧٩ مليار ريال سعودي في عام ٢٠١٩م. ويعود ذلك إلى انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات و الكميات المباعة بنسبة -٥٪.
بلغت الخسارة من العمليات في عام ٢٠٢٠م، مبلغ -١.٥٧ مليار ريال سعودي، بانخفاض قدره ٠.٥٧ مليار ريال سعودي أو بنسبة -٥٧٪، مقارنة بـ -١ مليار ريال سعودي في عام ٢٠١٩م. ويعود ذلك إلى انخفاض متوسط أسعار البيع و الكميات المباعة بنسبة -٥٪.
رغم التحديات التي شهدها عام ٢٠٢٠م، نجحت فرق (سابك) في العمل على جبهات عدة لتحسين العمليات التشغيلية.
أهم المعطيات التشغيلية
مواصلة الإنجازات
على الصعيد الإنتاجي؛ قام فريق الشركة بتطوير وتقييم حفّاز جديد لاستخدامه في عملية الاختزال المباشر، إلى جانب مبادرة أخرى لإعادة تدوير مختلف المنتجات الثانوية ومواد النفايات.
تعرضت مؤشرات الأداء الرئيسة للاستدامة - هذا العام - للضغوط نتيجة تحديات السوق، لكن برنامج النفقات الرأسمالية الأساسي المخصص لتحسين قدرة قياس الغاز الطبيعي، الذي بدأ نهاية ٢٠١٩م، يُبشر بتحسن مستوى التحكم في هذا الجانب؛ انسجامًا مع رؤية أهداف الدورة الثانية لــ (المركز السعودي لكفاءة الطاقة). كما أن هناك خطة أخرى قيد التنفيذ لمعالجة الثغرات وتحقيق أهداف (المركز السعودي لكفاءة الطاقة) لعام ٢٠٢٥م، جنبًا إلى جنب مع برامج للحد من النفايات وإعادة استخدامها وبرامج للمياه والحرارة، مع الالتزام بالاقتصاد الدائري للكربون.
ظلت الروح المعنوية مرتفعة رغم الظروف الاستثنائية الصعبة التي شهدتها بيئة التشغيل خلال عام ٢٠٢٠م؛ إذ واصل موظفو (سابك) العمل على جوانب متعددة لتحسين عمليات التشغيل، والحفاظ على الزخم في مسيرة الشركة التحولية المستمرة عبر العديد من المسارات:
- تحقيق كفاءة رأس المال العامل، حيث تم تقديم نظام جديد لإدارة تقادم المخزون؛ لهدف تسريع معدل دوران المخزون وتحسين الوضع النقدي، ما يساعد على تحقيق خفض بنسبة ٤٥٪ في المخزون الزائد على مدار العام.
- تشكيل فريق جديد لاستمرارية الأعمال تولّى معالجة قضايا عدة، بما في ذلك توافر المواد الأولية، وإشراك جميع الأطراف ذات العلاقة في القرارات التي ساعدت على الحد من خسائر الإنتاج، وتعزيز الصادرات لتعويض الأسواق المحلية الضعيفة، وتنظيم ومزامنة عمليات إغلاق المصانع لجعل مخزون المنتجات شبه النهائية متوافقًا مع متطلبات مصانع المنتجات النهائية.
- التفاوض على عقود جديدة للنقل البري، ما أسفر عن توفير ١٠٪ من سعر العقود القديمة وخفض إجمالي تكاليف النقل بنسبة ٥٪ مقارنة بعام ٢٠١٩م.
ورغم تأثير جائحة (كورونا)، نجحت الشركة في توريد حوالي ثلاثة ملايين طن متري من المنتجات الطويلة لأكثر من ٨٠ مدينة محلية، و١٩ وجهة إقليمية ودولية. وفي إطار العمل على توسيع الصادرات لتعويض ضعف الطلب الإقليمي، نجحت الشركة في تجاوز النتائج المستهدفة للمبادرة بحوالي ٧٠٪، بما في ذلك تحقيق إنجاز قياسي لحجم الصادرات الربعية بلغ (١١٨) ألف طن متري، بواقع ثلاثة أضعاف الحجم العادي.
حققنا رقمًا قياسيًّا في مبيعات قضبان الأسلاك حيث تم بيع ١,٠٩١,٠٠٠ طن متري، ما يُعد زيادة بنسبة ١٨٪ عن الرقم الذي تم تحقيقه العام الماضي، وزيادة بنسبة ٧٪ عن الرقم القياسي السابق الذي حققناه في عام ٢٠١٤م، كما أنجزنا أول معالجة ناجحة للفائف قضبان الأسلاك الفولاذية عالية الكربون في مواقع الزبائن؛ وطورنا مجموعة متنوعة من درجات وأحجام قضبان الأسلاك الجديدة.
كما شهد شهر سبتمبر ٢٠٢٠م تحقيق أعلى مبيعات شهرية للمنتجات المسطحة منذ أغسطس ٢٠١٥م بإجمالي (١٨٤) ألف طن متري، مع دخول الأسواق الرئيسة في فيتنام والصين للمرة الأولى، وفتح سوق جديدة في مجال أسطوانات الغاز. كذلك نجحت مبادرات الشركة الرامية إلى خفض المخزون في استغلال (٤٧) ألف طن متري من كتل الحديد المخزنة، ما حقق وفورات نقدية كبيرة بملايين الدولارات.
بدائل خام الحديد - شهدت السنوات الأخيرة جهودًا مكثفة لاستكشاف بدائل أقل تكلفة للدرجات الأولية من خام الحديد عالية التكلفة، التي نستخدمها عادة في مصانع الاختزال المباشر، وتستخدمها مصانع أخرى مماثلة حول العالم. خلال عام ٢٠٢٠م أدى استخدام (٦٠٠) ألف طن متري من كريات خام الحديد البديلة – أي حوالي ٨٪ من إجمالي كريات خام الحديد المستخدمة – إلى تحقيق فوائد مالية كبيرة لشركة (حديد). وقد نجحنا في تطبيق هذه التقنية بعد سنوات من الاختبارات المعملية والتجارب في المصانع والتعديلات في إجراءات العمل وتطوير النماذج وتدريب موظفي العمليات التشغيلية على استخدام هذه الدرجات البديلة.
سلامة الموظفين وتطوير المهارات
على مدار عام خيّمت عليه تداعيات جائحة (كورونا)، واصلت الشركة الاستثمار في موظفيها وصحتهم والحفاظ على أعلى معايير السلامة. وقد تمكنت - بفضل نظام التحليل السنوي المنتظم الذي تجريه - من رصد فرص التحسين، وتبني برنامج جديد للمساعدة في القضاء على الحوادث، مع تحديد أربعة عوامل حاسمة للنجاح هي: القيادة والثقافة، الأفراد والمنظمة، النظام وإجراءات العمل، وكفاءة القوى العاملة.
كما أطلقت الشركة نظامًا رقميًّا جديدًا لتمكين القادة من تتبع التطور الفردي للموظفين، وتخرج ١١ مهندسًا في برنامج (الإعداد المبكر لمهندسي سابك)، فضلًا عن إجراء نموذج تدريبي للقادة، وإتمام المرحلة الثانية لمركز نظام إدارة السلامة والصحة والبيئة في شركة (حديد) بنجاح.
التطلعات
أعدّت الشركة نفسها بطموحٍ وحماسٍ بالغيْن لاستقبال عام ٢٠٢١م وما بعده، مع التوقع بحدوث انتعاش قوي في الطلب المحلي، وتعافي العالم من آثار الجائحة. وتواصل الشركة انتهاج خطط سديدة لتعزيز مهارات موظفيها، وتطوير عملياتها الإنتاجية، وتوسيع باقة منتجاتها كميًّا ونوعيًّا، مستهدفة إحراز تقدم كبير في أسواق التصدير الإقليمية والعالمية، مع الوفاء بمتطلبات السوق المحلية.