وحدة العمل الاستراتيجية للمغذيات الزراعية
تقدم وحدة المغذيات الزراعية في (سابك) للزبائن حول العالم مجموعة متنوعة من الأسمدة لا تقتصر على الأسمدة شائعة الاستخدام، ولكن تشمل أيضًا الأسمدة فائقة التخصص. تتضمن باقة منتجات الشركة أسمدة اليوريا، الأمونيا، مركب فوسفات أحادي الأمونيوم (ماب)، مركب الفوسفات ثنائي الأمونيوم (داب)، الأسمدة الفوسفاتية، ومجموعة شاملة من المنتجات المركبة غير العضوية القائمة على النتروجين، إلى جانب عدد من الحلول المتخصصة.
كان عام ٢٠٢٠م بمثابة اختبار لمنتجي المغذيات الزراعية حول العالم، فقد أدت جائحة فيروس كورونا (كوفيد-١٩) إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية، فضلًا عن تصاعد النزاعات التجارية والتوترات الجيوسياسية؛ ما جعل تحدي توفير الأمن الغذائي العالمي أكثر صعوبة عن أي وقت مضى.
حفل العام بالتناقضات، فرغم تراجع أسعار النفط وانخفاض تكاليف المواد الخام، تعرضت الإيرادات للضغوط نظرًا لزيادة الطاقات الإنتاجية العالمية التي جعلت من الصعب الحفاظ على هوامش الربح، كما واجه زبائن المغذيات الزراعية ضغوطًا على جبهات عدة؛ بيئية، وتنظيمية، وأخرى تتعلق بالخيارات الائتمانية، فضلًا عن الضغوط التجارية الأخرى. لكن على جانب صناعة الأسمدة كان العام مستقرًا بشكل عام، حيث أسهم الطقس في زيادة الطلب على منتجات الأسمدة والمغذيات الزراعية، واعتبرت معظم الحكومات المغذيات الزراعية "سلعة أساسية" لتحقيق الأمن الغذائي.
في ظل تلك الأزمة، واصلت (سابك) إنتاج وتزويد الحلول المتنوعة لمنتجي الغذاء حول العالم، مع التركيز المستمر على تحسين منتجاتها وطرق تصنيعها.
يُسهم مركز (استدامة) في نشر أفضل الممارسات الزراعية عبر تقديم طرق جديدة لإدارة المحاصيل في المزارع التجارية.
أهم المعطيات المالية
بلغت إيرادات المغذيات الزراعية في عام ٢٠٢٠م مبلغ ٦.١٢ مليار ريال سعودي، بانخفاض قدره ١ مليار ريال سعودي أو بنسبة -١٤٪، مقارنة بـ ٧.١٢ مليار ريال سعودي في عام ٢٠١٩م. ويعود ذلك إلى الانخفاض في متوسط أسعار بيع المنتجات، بالرغم من ارتفاع الكميات المباعة بنسبة ٧٪.
بلغ الدخل من العمليات في عام ٢٠٢٠م، مبلغ ١.٥٣ مليار ريال سعودي، بانخفاض قدره ٠.٨٤ مليار ريال سعودي أو بنسبة -٢٤٪، مقارنة بـ ٢.٠١ مليار ريال سعودي في عام ٢٠١٩م. ويعود ذلك الانخفاض بشكل رئيس إلى انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات.
أهم المعطيات التشغيلية
التكامل والتعاون
شهد هذا العام بدء إجراءات دمج أصول إنتاج المغذيات الزراعية تحت مظلة واحدة؛ حيث تم دمج جميع الأسهم والأصول ذات الصلة بأعمال المغذيات الزراعية في شركة واحدة جديدة، هي (شركة سابك للمغذيات الزراعية)، تماشيًا مع استراتيجية التنويع وبرنامج التحول الذي تتبناه (سابك) لهدف تحقيق التكامل وتعزيز الكفاءة الإنتاجية مع الحفاظ على تصاعد معدلات النمو واستدامتها، كما تواصل العمل لتنويع المنتجات لتلبية مختلف احتياجات الزبائن المتنوعة الأكثر تخصصًا، وبأسعار ملائمة.
تكاتفت فرق عمل متشعبة التخصصات لوضع تصور ملائم مبني على احتياجات الزبائن بعد التواصل معهم لتحديد متطلباتهم، والتعاون في تطوير استراتيجيات وحلول فعالة لتعزيز مكانة الشركة موردًا فاعلًا للسلع، ومنحها قدرة أكبر على الابتكار لتقديم منتجات ذات قيمة مضافة ومتميزة.
أولى شحنات الأمونيا الزرقاء من وحدة المغذيات الزراعية إلى السوق العالمية - نجحت المملكة في توريد أول شحنة من الأمونيا الزرقاء إلى اليابان في سبتمبر ٢٠٢٠م لاستخدامها في توليد طاقة خالية من الكربون. تُعد هذه المرة الأولى في العالم التي يجري خلالها تطوير حل للتعامل مع عمليات شحن الأمونيا الزرقاء، ما يُمهد الطريق لمزيد من العمل على استخدام الهيدروجين في نظام توليد الطاقة. تم إنتاج الأمونيا في مرافق المغذيات الزراعية بالجبيل، ومن ثم جمع الكمية المكافئة من ثاني أكسيد الكربون الناتج من عملية التصنيع للاستفادة منها. يُمكن للأمونيا - وهي مُركّب يتكون من ثلاثة أجزاء من الهيدروجين وجزء واحد من النيتروجين - المساعدة في مواجهة التحدي المتمثل في تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة في العالم بموثوقية واستدامة، وقد جاء هذا الإنجاز لسلسلة الإمدادات في إطار دراسة تجريبية أجراها كل من معهد اقتصاديات الطاقة باليابان وشركة (أرامكو السعودية) بالتعاون مع (سابك).
منتجات جديدة .. تطبيقات جديدة
واصلت (سابك) هذا العام تطوير منتجات ودرجات جديدة مميزة من الأسمدة والمغذيات الزراعية.
يُعد سماد يوريا كبريتات الكالسيوم (UCS) الأول من نوعه في العالم، وهو سماد فريد يحتوي على النيتروجين والكبريت، يُصنع من اليوريا والجبس المتوفرين من مصادر محلية، وقد بدأ إنتاجه في وقت مبكر من هذا العام، وتم بيعه بعد ذلك للزبائن في جميع أنحاء العالم. كما أتمت الشركة عملية التسويق التجاري التجريبي لمركب (إن بي كيه ١٣-١٣-١٣)، وهو أول مُركب حُبيبي قابل للذوبان في الماء بالكامل على مستوى العالم، وقد بدأ البيع للزبائن المحليين، فيما يجري التخطيط لبدء الإنتاج التجاري في نهاية العام لثلاثة منتجات جديدة مختلفة من اليوريا المتميزة (اليوريا المثبتة، واليوريا المعززة بالزنك، واليوريا المغلفة بحمض الهيوميك).
ونجحت (سابك) خلال العام في توسيع باقة منتجات مركبات (إن بي كي/إن بي إس) عبر مشروعها المشترك شركة (معادن وعد الشمال للفوسفات)، وإدخال درجات جديدة إلى السوق العالمية. وأنتجت شركة (معادن وعد الشمال للفوسفات) درجتين من مركب إن بي كيه هما (إن بي كيه ١٠-٢٦-٢٦) و(إن بي كيه ٢٠-٢٠-٠-١٣إس)، وتولت (سابك) تصديرهما إلى زبائنها حول العالم.
عززت (سابك) حضورها العالمي، إذ نمت مبيعاتها من الفوسفات في الهند بنسبة ١٢ بالمائة في عام ٢٠٢٠م مقارنة بالعام السابق، ما وثَّقَ مكانتها في هذه السوق الرئيسة، فضلًا عن تعزيز مكانتها على مستوى الأسمدة الفوسفاتية في الولايات المتحدة الأمريكية بنحو ٣٠ بالمائة.
وعلى جانب التطبيقات "غير الزراعية"، انضم عدد من البلدان الجديدة إلى قائمة مستخدمي (اليوريا من الدرجة الفنية)، للإسهام في تقليل انبعاثات أكسيد النيتروجين من المصانع والمركبات.
كما تعمل (سابك) عن كثب مع مرافقها التصنيعية لتطوير المشاريع والحلول التقنية لمواجهة التحديات التنظيمية الجديدة المتعلقة بالطاقة، وتعزيز كفاءة عمل المصنع، مع تحسين الموثوقية، وخفض استهلاك الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
الأبحاث الزراعية
كثف المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة (استدامة) جهوده لنشر أفضل الممارسات الزراعية، وتقديم أساليب تطبيقية جديدة لإدارة المزارع التجارية من أجل تطوير إنتاجيتها من الناحيتين (الكمية) و(النوعية). كما واصل المركز تقديم المشورة والعون لمزارعي البيوت المحمية في منطقة الخليج، إضافة إلى إطلاق برنامج تعاوني للزراعة العمودية، مستهدفًا الأطراف ذات العلاقة والمستثمرين المحتملين، ويتولى البرنامج استضافة التقنيات ذات الصلة لأغراض البحث وتقديم عروض الشرح العملية.
وانضم مركز (استدامة) إلى قافلة وزارة البيئة والمياه والزراعة، حيث قدّم خدمات استشارية، وعرض أفضل الممارسات الزراعية لمزارعي البيوت البلاستيكية في سبع مناطق بالمملكة، إلى جانب المشاركة في العديد من فعاليات "الأيام الميدانية"، والمهرجانات، والمعارض التجارية، ونشر أفضل الممارسات، وعقد الاجتماعات مع الزبائن، والاستماع إلى النقاط التي تثير مخاوفهم، ورصد احتياجاتهم.
التطلعات
تواصل (سابك) دأبها لتطوير المزيد من المنتجات المتنوعة المتميزة؛ بما في ذلك سماد اليوريا المثبِّت للنتروجين، ويوريا كبريتات الكالسيوم المعززة، والأسمدة منضبطة الانطلاق القابلة للتحلل، ودرجات مركب إن بي كيه الجديدة القابلة للذوبان في الماء. كما تكثف العمل مع زبائنها لتطوير المزيد من الحلول العملية لمواجهة أهم التحديات المتعلقة بتغذية المحاصيل، والمساعدة في تعزيز ربحية المُزارعين، وتحسين الأداء البيئي.
تعمل الشركة على الاستثمار الأمثل لإمكانات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، باعتبارها الركيزة الأساسية لبرنامج خطة التحول الرقمي الشاملة الرامية إلى تقديم حلول الزراعة الذكية المختلفة. كما تسعى إلى توظيف خبراتها ورؤيتها الشاملة للسوق، ورفع مستوى التعاون مع الزبائن وتلبية متطلباتهم، ومشاركة المعلومات معهم، فضلًا عن استكشاف السبل لتحويل المخاطر والتحديات إلى فرص واعدة، لا سيما في المناطق الاستراتيجية الرئيسة (المملكة العربية السعودية وأفريقيا والأمريكيتين)، ومواصلة السعي لدخول أسواق جديدة، وتقديم منتجات جديدة، لتتمكن من تحقيق رؤيتها (أن تصبح أنموذجًا محليًّا ورائدًا عالميًّا في صناعة المغذيات الزراعية).