المراجعة الداخلية والامتثال

المراجعة الداخلية

ترتبط إدارة المراجعة الداخلية ارتباطًا وظيفيًا بلجنة المراجعة المنبثقة عن مجلس الإدارة، وإدارًيا بنائب رئيس مجلس إدارة الشركة الرئيس التنفيذي. ولإدارة المراجعة الداخلية الصلاحية المطلقة للدخول إلى أيّ من مواقع (سابك) حول العالم، والوصول إلى مختلف المعلومات والمستندات والمسائل المتعلقة بالموظفين.

تمارس إدارة المراجعة الداخلية نشاطها بصورة تتوافق مع المعايير العالمية للمراجعة الداخلية الخاصة ب (الممارسات المحترفة للمراجعة الداخلية) التي أصدرها "معهد مراجعي الحسابات الداخليين" حسب ما تم تأكيده من قبل برنامج خارجي لتأكيد الجودة والتحسين. كما تواصل المراجعة الداخلية عملها كبرنامج للتأكد من الجودة والتحسين، شاملةً مختلف الجوانب الخاصة بأنشطة المراجعة الداخلية، لهدف التقييم والتحسين المستمر لهذه الأنشطة.

المراجعة الداخلية والامتثال تحرص (سابك) على الالتزام التام بالقوانين والأنظمة السارية في الدول التي تعمل فيها والتي اعتمدتها لجنة المراجعة المنبثقة عن مجلس الإدارة؛ لهدف التحقق بشكل موضوعي ومستقل من مدى كفاءة وفعالية أنظمة الرقابة الداخلية. كما شاركت المراجعة الداخلية في مهمات خاصة وقدمت خدمات استشارية، ومنها على سبيل المثال: التقييم الذاتي المتكامل وعمليات التأكيد والرقابة، وتقييم مستوى نضج أداء الحوكمة، وثقافة إدارة المخاطر والضوابط الخاصة بها في (سابك)، وغيرها من المهمات الاستشارية.

خلال عام 2022 م، قدمت إدارة المراجعة الداخلية تقاريرها بانتظام إلى لجنة المراجعة في مجلس الإدارة، متناولةً التقدم المحرز حول خطط وأنشطة المراجعة وملاحظاتها، والتقدم المحرز على مستوى نتائج عمليات المراجعة، والمستجدات الشاملة حول فعالية الضوابط والمواضيع ذات الصلة. وواصلت الإدارة خلال العام المضي قُدُمًا في إتمام وتدقيق نتائج المراجعة، إضافة إلى تحسين عملية المتابعة/الإتمام.

كما كثفت الإدارة مساعيها خلال عام 2022 م لتحقيق "استراتيجية المراجعة الداخلية"، ما حقق نتائج فاعلة. تتمثل الركائز الاستراتيجية الأربع لإدارة المراجعة الداخلية في: تحقيق التميز في أداء المراجعة، وتحقيق عملية تأكيد ثلاثية المستوى، واستخدام التقنية على نحو أوسع نطاقًا، والمواهب لليوم والغد، وقد ساعدت هذه الركائز في إجراء عمليات المراجعة بصورة أكثر فعالية، وإحداث تأثير ملموس على الحوكمة والضوابط الداخلية وإدارة المخاطر عبر مختلف القطاعات ووحدات العمل الاستراتيجية للشركة حول العالم، وتحرص إدارة المراجعة الداخلية على مواصلة التحسين عبر "مركز خبرة المراجعة" المتخصص.

في إطار تعزيز نموذج التأكد ثلاثي المستوى (3-Lines of Assurance) ، واصل فريق قيادة المراجعة الداخلية عقد عدّة جلسات حوارية مع فريق القيادة بالشركة، ليشارك معهم بصورة استباقية أهم المخاطر وأبرز نتائج عمليات المراجعة الداخلية، ويسهم في تعزيز الضوابط الداخلية.

واصلت إدارة المراجعة الداخلية في عام 2022 م التركيز على تطوير قدراتها التقنية كأولوية قصوى. وتم إجراء تحسينات مشهودة على مستوى تطوير القدرات الحالية داخل (سابك) وشركاتها التابعة، وشمل ذلك تقنيات مختلفة مثل أتمتة العمليات الآلية، وتحليلات البيانات وغيرها، لهدف أتمتة أهم إجراءات المراجعة، وتمكين الشركة من مواصلة عمليات المراجعة والمراقبة لأهم إجراءات العمل.

وأولت إدارة المراجعة الداخلية عناية بالغة للكفاءات البشرية، حيث حرصت على جذب وتطوير أصحاب المواهب وتزويدهم المهارات والمؤهلات المطلوبة لأداء أنشطة المراجعة الداخلية بطريقة فعالة. وفي عام 2022 م أتمّ ستة مدققين شهاداتهم، ما يعزز منظومة التأكيد داخل إدارة المراجعة الداخلية. كما تشارك الإدارة في مجموعة البرامج التطويرية التي تقدمها (سابك) لموظفيها مثل (برنامج قدرات المراجعة)، وهو برنامج تدريبي تناوبي لإعارة الموظفين أصحاب المهارات والكفاءات العالية وإلحاقهم بإدارة المراجعة الداخلية في (سابك) لهدف التحسين على مستوى الحوكمة وإدارة المخاطر وثقافة الضوابط الداخلية، إلى جانب الحصول على خبرات متعمقة في مجال المراجعة الداخلية.

تواصل إدارة المراجعة الداخلية تعاونها مع المراجعين الخارجيين لهدف الإلمام بمسؤوليات لطرفين وإضافة القيمة للشركة ومساهميها. وتسهم التقارير التي يقدمها المراجعون الخارجيون للإدارة في تشكيل رأي لجنة المراجعة في مجلس الإدارة بشأن فعالية نظام ضوابط المراجعة الداخلية في الشركة.

ترى لجنة المراجعة في مجلس الإدارة أن الإدارة التنفيذية في الشركة حافظت على نظام فعال للرقابة الداخلية يوفر تأكيدات مناسبة، وأن نتائج عمليات المراجعة، وكذلك مناقشات اللجنة خلال الاجتماعات، وفرت أساسًا معقولًًا لهذا الرأي.

الامتثال

تمارس (سابك) أعمالها بشكل أخلاقي، تلتزم القوانين واللوائح التزامًا تامًا، وترى أن الطريقة التي تعمل بها أمر بالغ الأهمية لنجاحها شركةً عالميةً رائدةً مفضلةً في مجال الكيماويات؛ إذ تجمع الامتثال والأخلاق في عملية مستمرة تستهدف إشراك الموظفين والزبائن والموردين والمستثمرين وأعضاء المجتمع والأطراف الأخرى ذات العلاقة ضمن إطار محدد؛ لإدارة الأعمال وفق معايير أخلاقية، ومعالجة المخاطر، والحد من المشكلات والمخاوف.

تنطلق (سابك) عبر (ميثاق أخلاقيات المهنة)، واضعةً نصب عينها العمل وفق أعلى معايير النزاهة، وتسعى إلى تحقيق الامتثال التام للقوانين واللوائح السارية في البلدان التي تمارس فيها أعمالها. ويلتزم جميع قادتها ميثاق أخلاقيات المهنة وتجسيده في مختلف الأنشطة اليومية لفرق العمل.

يقتضي بناء الأساس المتين لثقافة النزاهة في الشركة وتجنب أي انتهاكات إخضاع جميع الموظفين للتدريب المكثف في مجال الامتثال، ومواصلة تنظيم دورات تدريبية حول مواضيع محددة تتناسب مع مهمات ومتطلبات العمل؛ مثل الأنظمة الخاصة بمكافحة الاحتكار، وممارسات التوظيف العادلة، وأنظمة مراقبة التجارة، ويتنوع التدريب ما بين التدريب المباشر (وجهًا لوجه)، أو عن طريق الإنترنت، ويجري تحديثه ومواده وأشكاله بصورة دورية.

يقود كبير مستشاري الامتثال في (سابك) مهمة تنفيذ برنامج الامتثال، يدعمه فريق من القانونيين المختصين في ذات المجال، يعملون بكل المناطق التي تمارس فيها الشركة أعمالها. ويتولى كبير مستشاري الامتثال إبلاغ لجنة المراجعة التابعة لمجلس الإدارة بالتقدم المحرز بشأن المخاطر، والإجراءات والمبادرات المتعلقة بإزالتها.

كما تشجع (سابك) موظفيها للمبادرة والإبلاغ عن أي مخاوف تتعلق بالامتثال، وتحثهم على الاستفسار وطلب التوجيه في حال وجود أي شكوك لديهم. كما تهيئ قنوات إبلاغ للأطراف الخارجية ذات العلاقة مثل الزبائن والموردين وأعضاء المجتمع، وتستجيب بسرعة للمخاطر المتوقعة وأي مخاوف أو انتهاكات محتملة.

تحرص (سابك) على مواكبة أحدث التطورات التنظيمية، والوقوف على أفضل الممارسات، واستثمار العمل الجماعي لإحداث التغيير، ما يدفعها لعقد مشاركات تعاونية مع المنظمات الخارجية التي تقود قضايا النزاهة المهمة، وقد دأبت منذ عام 2013 م على الإسهام بدور مشهود في الجهود الدولية لمكافحة الفساد بصفتها عضوًا مؤسسًا في فريق مكافحة الفساد بمجموعة الأعمال لدول مجموعة العشرين.

كما كانت في عام 2022 م جزءًا من فريق عمل النزاهة والامتثال الإندونيسي لمجموعة الأعمال، مع بروزها على صعيد منطقة الشرق الأوسط ضمن "مبادرة بيرل"، وهي منظمة غير ربحية تضم مجموعة من الشركات التي تتخذ منطقة الخليج مقرًا لها، وتستهدف مشاركة أفضل الممارسات بشأن الامتثال والحوكمة الرشيدة. ولا شك أن هذه المشاركات تشكل رافدًا للوقوف على الجهود الرائدة التي تبذلها الشركات الأخرى وتبادل أفضل الممارسات مع الآخرين.

يمثّل بناء ثقافة الامتثال في بيئة الأعمال أهمية بالغة لمختلف الأطراف الخارجية المتعاملة مع (سابك)؛ إذ لا تكتفى هذه الأطراف فقط بمعرفة ما تقوم به الشركة على الصعيد الداخلي، بل تهتم كذلك بالحصول على تأكيد يضمن خلو سلسلة الإمدادات من جميع أشكال الفساد والعمل الجبري وعمالة الأطفال والانتهاكات البيئية وغيرها. وقد شهد عام 2021 م إطلاق (سابك) برنامجًا تدريبيًا موسعًا في مجال الامتثال لشركاء العمل الخارجيين، شمل الموردين والموزعين والمتعاقدين، وجرى التدريب في كل منطقة بلغتها المحلية عبر الإنترنت لضمان امتلاك الأطراف الخارجية الأسس اللازمة لاستيعاب مفاهيم الامتثال التي تلتزمها (سابك).

تؤتي جميع الجهود المبذولة على الصعيدين الداخلي والخارجي ثمارها، وقد تُوِّجت باستحقاق (سابك) "شهادة الريادة في الامتثال ®" السارية حتى عام 2024 م من معهد "إيثيسفير" العالمي الرائد في أبحاث معايير الممارسات التجارية الأخلاقية.

وجاء إحراز هذه الشهادة المرموقة بعد مراجعة مستقلة شاملة وتقييم وتدقيق لجميع جوانب برنامج الشركة، بما في ذلك هيكل برنامج الأخلاقيات والرقابة، والتدريب والاتصال، وقياس المخاطر، ومراقبة سوء السلوك، والإجراءات التأديبية، وثقافة الشركة الأخلاقية، وتصورات الموظفين. وتؤكد هذه العملية الصارمة من المراجعة والتحقق ل (سابك) والأطراف ذات العلاقة أن جهود الامتثال التي تبذلها الشركة تلبي التوقعات المعيارية، بل تفوقها.

(سابك) من الأطراف الموقعة على الميثاق العالمي للأمم المتحدة ( UNGC ) منذ عام 2012 م، وتلتزم دعم مبادئه العشرة، وقد عززت هذا الالتزام عام 2022 م من خلال نشر أول بيان خارجي لها حول حقوق الإنسان. وكما هو مفصل في هذا البيان، تسعى (سابك) لتجسيد شعارها (كيمياء وتواصل) وفق نهج يحترم حقوق الإنسان ويعززها في عملياتها اليومية، مُتبنيةً ذلك مع شركائها في سلسلة القيمة الخاصة بها، وفي المجتمعات التي تعمل بها، وفي التطبيقات والاستخدامات المتعلقة بمنتجاتها، وتوظف العديد من الموارد عبر الإدارات المختلفة لدعم هذا الطموح.