سلسلة الإمدادات
واصلت (سابك) استثمار حضورها العالمي ومنظومة شبكاتها القوية، وتكثيف جهودها لتعزيز مرونة أعمالها؛ دعمًا لقدراتها التنافسية وإثراء تجربة زبائنها وسط بيئة تتعاظم تقلُّباتها.
استمرت خلال العام تأثيرات جائحة كورونا (كوفيد- 19 ) والأحداث الجيوسياسية الناشئة؛ ما أثر بشكل واضح على سلاسل الإمدادات العالمية بطرق مختلفة، وكان على قطاع الشحن حول العالم أن يتعامل مع الاضطرابات ذات الصلة مثل انقطاع الخدمات اللوجستية، وتراجع موثوقية الجداول الزمنية للشحن، والتقلبات المتواصلة في أسعاره. وقد سعت سلسلة إمدادات (سابك) - في ظل هذه الظروف - إلى الحفاظ على وفورات مخزون مناسبة، وتأمين الطاقة الإنتاجية، وتحقيق التوازن بين مستوى خدمات الزبائن وفعالية التكلفة.
نجحت (سابك) بطموحاتها ودأبها على توثيق مرونة شبكتها في الحفاظ على مستويات خدماتها المقدمة لزبائنها في أكثر من 130 دولة. وعززت - عبر إطلاق برنامج التحسين العالمي الذي يشمل جميع مجالات سلسلة الإمدادات - تعاونها مع شركاء الخدمات اللوجستية، مستفيدةً من ميزة وفورات الحجم الإنتاجي للإبقاء على تكلفة النقل والتخزين بمستويات تنافسية، ونجحت في توريد 32 مليون طن متري من المنتجات على مستوى العالم.
كما مكَّنها نموذج تشغيل سلسلة إمداداتها العالمية ومفهوم التركيز على الزبائن من العمل وسط حالة عدم اليقين وضبابية المشهد التي سادت أثناء الاضطرابات، والتعامل الرشيد مع التحديات، وتفادي تأثير القيود المفروضة جرَّاء الحائجة.
أطلقت (سابك) برنامجًا تحسينيًا لتعزيز أداء شبكتها العالمية شمل جميع مجالات سلسلة الإمدادات؛ لمقابلة تداعيات أداء السفن ذات الجداول الزمنية منخفضة الموثوقية، والحفاظ على مستويات تنافسية لخدمة الزبائن. ونجحت في الحفاظ على مستوى عالٍ من الموثوقية والسرعة والكفاءة في توريد منتجاتها إلى مختلف الأسواق العالمية بتعاونها الوثيق مع شركاء الخدمات اللوجستية، واهتمامها بتنظيم وتوحيد حركة تدفقات المنتجات.
ودأبت على تحسين فعالية نظام (تخطيط المبيعات والإجراءات) والتركيز على القيمة، والاستخدام الأمثل لرأس المال العامل وزيادة المرونة؛ معززةً دور المناولة الاستثنائية من خلال تطبيق معايير صارمة وحوكمة دقيقة. وقد منحها ذلك المرونة والسرعة في اتخاذ القرارات، والتعامل السديد مع الاضطرابات، والقدرة على إدارة تدفقات المنتجات بالصورة التي تحقق هوامش ربح أعلى.
التعزيز والكفاءة:
وظفت (سابك) إمكانات شبكتها العالمية لتحسين مستويات خدمات زبائنها، واعتمدت استراتيجية تنويع المصادر الخارجية، وتعاونت بشكل وثيق مع أكثر من 500 من مقدمي الخدمات اللوجستية في جميع أنحاء العالم لتأمين قدرة الشحن والحفاظ على الميزة التنافسية من حيث التكلفة. وفي ظل توجه الأسواق إلى المنتجات المحلية وزيادة القدرة التنافسية، أقامت شراكات واستثمرت في الجهود التعاونية، وحرصت على تنويع قاعدة الموردين لتقليل المخاطر المرتبطة بالتوريد والاستفادة من كفاءات العولمة.
على جانب آخر، تستهدف (سابك) الاستفادة من شبكة السكك الحديدية داخل المملكة العربية السعودية لتنويع منظومة شبكتها اللوجستية. وتتطلع إلى أن ربط شبكة السكك الحديدية بالبنية التحتية لشبكتها ينقلها إلى مستوى أعلى ويسهم بشكل كبير في تمكين منظومتها اللوجستية من تعزيز تدفقات الحاويات والتصدير من الموانئ الأخرى، فضلًًا عن تدفق المنتجات بشكل أكثر صداقة للبيئة، مع تقليل انبعاثات الكربون.
تُعد الرقمنة من الجوانب الضرورية لبناء القدرة التنبؤية واستشراف رؤية شاملة قابلة للتنفيذ، وتعزيز تجربة الزبائن. وقد واصلت الشركة مسيرة التحول الرقمي الخاصة بها من خلال (برنامج الرقمنة الشامل) الذي يغطي العديد من المجالات؛ بما في ذلك سلسلة الإمدادات، والتصنيع، والسوق والمبيعات، والمشتريات، وابتكار المنتجات.
تدرك (سابك) أن توافر الموارد البشرية المؤهلة وتعزيز التعاون أمران أساسيان في تطوير ديناميكية عملها، ما قادها إلى تشكيل فرق إقليمية من إدارات متعددة للعمل معًا على مجموعة من البرامج التحوّلية - لكل منها هيكله الأساسي الخاص بالحوكمة وإعداد التقارير - لهدف تعزيز قدرات شبكتها، وإحداث تحوُّل إيجابي في استراتيجيات المصادر الخارجية، وتنمية الأعمال.
تشكل سلسلة الإمدادات العالمية جانبًا أساسيًا بالنسبة لنموذج الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في (سابك)، وأيضًا لشركائها المعنيين بانبعاثات النطاق (3). وقد واصلت الجهود المبذولة هذا العام إحراز التقدم في الحد من انبعاثات الكربون؛ بالتعاون الوثيق مع السلطات والهيئات التنظيمية ومقدمي الخدمات، سيَّما أن للشركة نموذجها الخاص بالبصمة الكربونية لتتبع الانبعاثات على طول الشبكة اللوجستية وصولًًا إلى الشُحنات الفردية، كما تتواصل مع مورديها لجعل نقل البضائع أكثر صداقة للبيئة. ومن أمثلة جهودها في مجال الاستدامة قيامها بإدخال التحسينات على عمليات التعبئة وصافي الحمولة لديها، فضلًًا عن تجربة التقنيات صديقة البيئة مثل الشاحنات الإلكترونية، وأداء دور رائد في برنامج (التنظيف الشامل للبلاستيك)، والترويج لاستخدام السفن صديقة البيئة.
نجحت سلسلة إمدادات (سابك) في تقديم خدمات رفيعة المستوى إلى زبائنها
المبادرات الرقمية:
تبنَّت (سابك) هذا العام المزيد من المبادرات الرقمية في إجراءات عملها، وتواصل الرقمنة الاضطلاع بدور أساسي في تمكين عمليات أسرع وأفضل.
تشمل هذه المبادرات:
– تنفيذ الطلبات بصورة آلية من خلال أتمتة الأنشطة المتكررة وتحسين كفاءة العمل عبر تسهيل عمليات (إدارة الطلبات) و(تنفيذ الطلبات) و(التوثيق) و(إعداد التقارير).
– مواصلة الجهود لنشر حلول أتمتة إجراءات العمل لتبسيط إجراءات البيع من إصدار الطلب حتى التحصيل، وزيادة الكفاءة. ووُضِعَت حلولٌ قابلةٌ للتطوير من قبل فرق سلسلة الإمدادات لأتمتة أنشطة إدخال البيانات المتكررة والمعاملات التجارية.
– يمثل نجاح برنامج التعقب التجريبي ( Track & Trace ) حلًًا لتعزيز الرؤية يتيح للشركة الاستجابة بشكل استباقي لمتطلبات الزبائن وتعزيز كفاءة العمل. ونتيجة لذلك بدأت العمل على تنفيذه عالميًا.
– اكتملت بنجاح مرحلة الإعداد لمبادرة (تخطيط المبيعات وإجراءات العمل) المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من (برنامج الرقمنة الشامل)؛ ما يضع الأساس لاتخاذ قرارات أنسب، وتعزيز سرعة العمل، وتوقع التغييرات بشكل أفضل.
– بدء مرحلة تطوير منصة عمليات رقمية جديدة من شأنها تحويل عمليات الشركة إلى منظومة أعمال متصلة استكمالًًا لدور (برنامج الرقمنة الشامل) وتعزيزًا لتجربة المستخدم والزبون.
تحسين الشبكة والتخطيط:
حققت (سابك) إنجازات مهمة على مستوى ريادتها في تسويق وتوريد العديد من المنتجات البتروكيماوية التابعة لشركة (أرامكو السعودية). وأسهم التعاون الوثيق بين الشركتين والتكامل المتقدم على صعيد إجراءات العمل والأنظمة والعمليات عبر سلسلة الإمدادات في إضافة المزيد من القيمة للزبائن.
كما تواصلت خلال العام جهود تحسين نموذج الشراء أثناء عملية الشحن( high-sea model ) - وهو وسيلة للشراء من المخزون المرسل أثناء الشحن - محققةً فوائد ملموسة عبر سلسلة الإمدادات، حيث نشِرَ نموذج تسليم المنتجات للزبائن أثناء عملية الشحن؛ لهدف نقل المنتجات إلى المزيد من الوجهات والزبائن.
حافظت (سابك) على مستوى عالٍ من موثوقية الأداء والمرونة والكفاءة أثناء عمليات تسليم المنتجات حول العالم
التطلعات المستقبلية:
لا يزال مشهد الاضطرابات هو المهيمن على صعيد سلاسل الإمدادات، وأكد هذا العام أن نماذج التشغيل الثابتة لم تعد مناسبة؛ ما يحث (سابك) على المضي قدمًا في تنفيذ استراتيجيتها، والاستجابة بشكل استباقي لتحديات السوق مع زيادة مرونة شبكتها من خلال تنويع سلسلة الإمدادات.
يشمل ذلك استثمار القدرات مع تحسين الكفاءة والديناميكية، والاستجابة للتحديات العالمية عبر مجموعة من المهارات القيادية القوية جنبًا إلى جنب مع أسلوب إداري قابل للتطوير. كما يعني ذلك أيضًا الاستجابة بشكل استباقي لتحديات السوق واضطراباتها لدعم استمرارية العمليات في جميع الأوقات.
كما تعمل الشركة على الاستفادة المثلى من شراكاتها واستثماراتها التعاونية للحفاظ على مكانتها في ظل الواقع الجديد، وتعزيز قدراتها التنافسية، وتكثيف مرونة شبكتها العالمية لمقابلة حركة النمو وإدارة التطورات المتعلقة بالاستدامة، مع مواصلة التركيز الشديد على البيئة والصحة والسلامة والأمن.
تشكل الرقمنة ركنًا بالغ الأهمية في خطط (سابك) الحالية والمستقبلية الخاصة بسلسلة الإمدادات. وتستهدف الشركة إدخال مزيد من التحسينات عبر إطلاق العنان لمبادرات التحول الرقمي بما يعزز رؤيتها المتعلقة بالعرض والطلب وإدارة المخاطر التشغيلية. ينعكس ذلك على خططها الرامية إلى تقديم نموذج تشغيل جديد يعمل على تحسين مستويات الخدمات، وزمن التسليم، وفعالية التكلفة.
يتجه العالم بخطى حثيثة متسارعة نحو(اقتصاد دائري) أوسع؛ ما يعزز حرص (سابك) على تطوير آفاق سلسلة الإمدادات لتظل أكثر مراعاة للبيئة، والتعاون الاستباقي مع السلطات والهيئات التنظيمية ومقدمي الخدمات، والسعي الدؤوب لتحقيق المزيد من تقليص انبعاثات الكربون لبلوغ أهداف الشركة على صعيد الاستدامة.