(سابك) في 2021م.. أداء قوي ونتائج مميزة

رغم التحديات المستمرة التي فرضتها جائحة (كوفيد-19)، كان أداء (سابك) في عام 2021م قويا. ويرجع النصيب الأكبر من ذلك إلى تميزنا ببُعد الرؤية ومرونة الأعمال. وقد أثبت برنامج التحول الذي أطلقناه قبل ست سنوات كفاءته، مدعوما بالتزام موظفينا وقدرتهم على التكيف مع التغيرات في جميع أنحاء العالم.

واصلت (سابك) التقدم على مدار العام، وتمكنت من مواءمة أعمالها مع التغيرات الجارية في ظل عدم وضوح الرؤية في المشهد العالمي، كما ظل التزامها بتجسيد شعارها "كيمياء وتواصلTM" في التعامل مع زبائنها والأطراف الأخرى ذات العلاقة ثابتا ومحفزا لنمو أعمالها.

وقد تجلى ذلك في مجموعة من العناصر التي نسردها فيما يلي:

التحول من خلال التعاون

واصلنا في عام 2021م تنفيذ تغييرات هيكلية وزيادة كفاءتنا التشغيلية وتعزيز مرونة سلسلة الإمدادات. وما يزال برنامج التحول الرقمي الذي أطلقناه على مستوى الشركة يسهم في تحسين موثوقية المصانع وتكامل الأصول وتحسين استخدام الطاقة وتحديد أسعار المنتجات وتعزيز كفاءة عملياتنا وسلامتها.

وقد كان لالتزامنا بالريادة في جهود التعاون دور رئيس في تعزيز قدرتنا على التحول والبقاء في طليعة شركات الكيماويات العالمية، وخير مثال على ذلك هو تعاوننا مع شركتي (باسف) و(ليندي) لتطوير أول فرن للتكسير بالبخار يتم تسخينه كهربائيا في العالم. وتسهم هذه التقنية الجديدة – التي تعتمد على استخدام الكهرباء من مصادر متجددة بدلا من الوقود الأحفوري – في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 90 بالمائة في المواقع الصناعية.

ومن أبرز هذه الجهود أيضا مشروع تنمية ساحل الخليج الأمريكي المشترك مع (إكسون موبيل)، الذي أعلنا في إطاره حديثا عن نجاح عمليات بدء التشغيل لمنشأة تصنيع عالمية في تكساس، لتكون دليلا بارزا على قدرة (سابك) على تحويل شراكاتها إلى نقاط انطلاق للنمو والتوسع العالمي.

لقد أثبتت قدرة (سابك) على الحفاظ على مرونة أعمالها  - من خلال بناء علاقات قوية والمحافظة عليها - أنها ميزة أساسية في بيئة دائمة التغير، وعنصر فاعل يسهم في الوفاء بالتزاماتها تجاه زبائنها وحل أكبر التحديات التي تواجههم.

مواصلة مسيرة الاستدامة

على مدار العام الماضي، حافظنا على تركيزنا الشديد لتعزيز الاستدامة في جميع مجالات الأعمال، وتنمية مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، والترويج لحلولنا الدائرية.

وقد ظهر ذلك جليا في استراتيجيتنا للحياد الكربوني، التي أطلقناها في أكتوبر من العام الماضي في إطار "مبادرة السعودية الخضراء". وتهدف الاستراتيجية إلى الالتزام بأهداف اتفاقية باريس، ومواصلة بذل الجهود واستكشاف الحلول لتحقيق الحياد الكربوني من العمليات التي تخضع لسيطرتنا بحلول عام 2050م.

وقد بدأنا بتحديد مستهدف مؤقت بحلول عام 2030 يتمثل في خفض 20٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن عملياتنا الإنتاجية (مقارنة بعام 2018م). ومن ثم وضعنا نصب أعيننا كمية الانبعاثات في أثناء دورة حياة منتجاتنا على امتداد سلسلة القيمة، من لحظة تصنيعها إلى لحظة التخلص منها. 

وقد شهد عام 2021م اتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق هذا الهدف في جميع أنحاء العالم. ففي أوروبا، استثمرنا في موقعنا في (تيسايد) لإعادة تشغيل وحدة التكسير الهيدروكربوني، وتحويلها لتعمل بالهيدروجين، ما يسهم في تقليل البصمة الكربونية للمنشأة بنسبة تصل إلى 60٪ في المرحلة الأولى، لتكون بذلك واحدة من أقل وحدات التكسير التي ينبعث منها الكربون في العالم.

كما أسهمنا على مدار العام الماضي في تعزيز استخدام حلول أكثر استدامة في صناعة الكيماويات العالمية، وكان لنا السبق في تقديم منتج متجدد معتمد من البولي كربونيت. إضافة إلى ذلك، تعاونا مع برنامج الشهادة الدولية للاستدامة والكربون لتقديم ما يثبت دمج المواد الأولية المتجددة في عمليات إنتاج البولي كربونيت، وقد تم التحقق من مطالبات الاستدامة الناتجة عن ذلك بواسطة مراجعين خارجيين مستقلين.

ولا تزال أمامنا مسيرة طويلة للوصول إلى أهداف الاستدامة، ولكن من المشجع أن نرى أن تقدمنا لم يمر دون أن يلاحظه أحد، إذ حازت (سابك) على جائزة أفضل مبادرة لإعادة التدوير والاقتصاد الدائري في حفل توزيع جوائز الاستدامة لمجلة "كيميكال ويك" لعام 2022م، وحصلت أيضا على الميدالية البلاتينية من شركة (إيكوفاديس) تقديرا لمعاييرها العالية في مجال المسؤولية الاجتماعية وأداء الاستدامة.

التكيف مع متطلبات العمل الجديدة

خلفت الجائحة تداعيات سلبية شديدة على صناعة الكيماويات العالمية، حيث جعلت المشهد أكثر ضبابية فيما يتعلق بالقوى العاملة ومكان العمل وطبيعة العمل نفسها. وبينما نسعى لمواكبة "الواقع الجديد" بعد الجائحة، فإننا نهدف أيضا إلى تعزيز سلامة موظفينا من خلال توفير الفرص المختلفة للاستفادة من إمكاناتهم.

ومن الأمثلة البارزة على ذلك برنامج "Project Endeavour"، الذي أطلقناه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام 2020م، وامتد نطاقه فيما بعد ليشمل مناطق أخرى. يسهم البرنامج في بناء قدرات موظفينا من خلال منحهم فرصة للعمل في مشاريع برعاية كبار قادتنا، بما يتوافق مع مستويات أدائهم ونقاط قوتهم واهتماماتهم المهنية وشغفهم.

في يونيو 2021م، عقد مجلس (سابك) للقادة الشباب لقاء إلكترونيا بعنوان (iENGAGE)، جمع القادة الشباب من أكثر من 25 دولة لاستكشاف حلول ناجعة للتحديات التي تواجه أعمالنا وموظفينا. ويعمل المجلس على تمكين القادة الشباب من خلال التفاعل المباشر مع سعادة نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي وفريق القيادة التنفيذية، للمساعدة في صياغة قرارات الأعمال المستقبلية.

إضافة إلى ذلك، نواصل التركيز على أهمية مشاركة الموظفين، لا سيما من خلال نهج (أسلوب القيادة في سابك)، الذي يهدف لتعزيز المشاركة المستمرة وتطوير قدرات موظفينا. وفي يوليو 2021م، وقع الاختيار على هذا النموذج من قبل شركة الأبحاث والاستشارات العالمية (غارتنر) ليكون من بين أفضل الممارسات الرامية لتحقيق التحول في قيادة الأعمال العالمية في ضوء التحديات الداخلية والخارجية الجديدة.

وقد وفرت مبادرة الاتصالات الداخلية (عزز تجربتك المعرفية "EYE")، لفريق القيادة العليا في (سابك) منصة مرئية جذابة ومميزة يمكن من خلالها التواصل مع الموظفين وتعزيز إلمامهم بمجالات الأعمال الجارية. ونظرا لتفوق المبادرة في استخدام محتوى الفيديو والويب عالي الجودة، فقد فازت بالجائزة الفضية في حفل توزيع جوائز "Brilliance Awards" للاتصالات الداخلية لعام 2021م، عن فئة "التميز في مبادرات الاتصالات الداخلية".

التطلعات المستقبلية

برزت قوة أداء (سابك) في عام 2021م. واليوم، نتبنى بالفعل معايير جديدة تتعلق بسلامة الموظفين، ومعايير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، والتحول الرقمي، وعناصر أخرى عديدة تسهم بأدوار رئيسة في نجاحنا المستقبلي.

وفي مسيرتنا نحو المستقبل، سنواصل تطوير نموذج أعمالنا، بما يؤدي إلى تحقيق المزيد من القيمة والاستدامة والابتكار. كما سنواصل تطوير القدرات التي تمكننا من متابعة النمو المربح، مع التركيز على متطلبات الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، بما في ذلك تلك التي تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني الكامل.

كانت قدرتنا على التحول دائما وستظل دافعا أساسيا لنا في جميع مجالات الأعمال، وهذا يضمن الحفاظ على التزامنا بتجسيد شعارنا "كيمياء وتواصلTM" في كل ما نقوم به رغم التحديات التي قد تواجهنا.