منظومة للنمو والابتكار

يؤدي التصنيع دورًا أساسًا في أي اقتصاد مزدهر، فهو مُحرك للتجارة والابتكار، ومُوَلِّد لفرص العمل الواعدة، وسبيل لتقليل الاعتماد على الإمدادات الدولية للسلع الأساسية.

وتهدف المملكة العربية السعودية إلى رفع نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي من 40٪ عام 2016م إلى 65٪ بحلول عام 2030م في إطار (رؤية المملكة 2030) الطموحة، ما يعظم أهمية توطين الصناعات التحويلية الواعدة. 

وباعتبار (سابك) من الشركات العالمية الرائدة، ويقع مقرها الرئيس في المملكة، فهي تتميز بموقع مثالي يؤهلها للمساعدة في بناء منظومة تصنيع تتسم بالكفاءة والمرونة والقدرة على المنافسة.

على مدار أكثر من أربعة عقود وفي مواقع عملنا المنتشرة في أرجاء العالم، ابتكرنا معايير جديدة للتميز في قطاع التصنيع من خلال ترسيخ ثقافة الابتكار والتعاون وتنمية المواهب. وتعزز هذه التجربة الممتدة قدرتنا على الإسهام في تسريع التحول الاقتصادي للمملكة عبر إعادة تشكيل المشهد الصناعي.

بناء المستقبل في المملكة

تعد مبادرة (نساند™) من أهم المحاور التي يركز عليها نهجنا للتوطين، وهي عبارة عن محرك توطين متكامل ومصمم لتحقيق هدف معين، ويعمل كمنصة تشمل جميع الجهود المبذولة في تحقيق التوطين وتنشيط الصناعة بجميع أنحاء المملكة.

أطلقنا (نساند™) عام 2017م لتسريع وتيرة النمو والتطور في القطاع الخاص، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تُسهم المبادرة في توسيع نطاق برامج توطين الصناعة وتعزيز إنتاج السلع المصنعة محليًا وزيادة الطلب عليها.

يُعتبر (نساند™) مبادرة مفتوحة أمام رجال الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات المحلية والشركات العالمية التي تتطلع إلى إنشاء أو توسيع عملياتها في المملكة. ويُعالج (نساند™) من خلال برامجه المختلفة التحديات الرئيسة التي تواجه الشركات الناشئة، ويُتيح استخدام الموارد والحلول التي تملكها (سابك) من أجل دفع حركة التسويق والاستثمار في الفرص التي تحفز الطلب المحلي.

تم في عام 2020م تطوير 435 منتجًا محليًا جديدًا بفضل الدعم الذي قدمته مبادرة (نساند™). وقد سجلت المبادرة حتى الآن أكثر من 2000 استثمار ونجحت في تطوير أكثر من 120 دراسة.

العمل ضمن مشاركات

لعبت المشاركات دورًا جوهريًا في نجاح أعمال (سابك) وجهودها في مجال التصنيع منذ تأسيسها عام 1976م، إذ دعمت المشاريع المشتركة الاستراتيجية دخولنا إلى أسواق جديدة، مع استقطاب وتوظيف التقنيات والعمليات والمعارف الحديثة ذات المستوى العالمي إلى المملكة. 

ونظرًا لنهجنا المتميز في إدارة المشاريع المشتركة، قامت شركة الاستشارات المستقلة (ووتر ستريت بارتنرز) بتصنيف (سابك) - في تقريرها المرحلي لمعايير الحوكمة لعام 2020م - أفضل شركة كيماويات على مستوى إدارة وحوكمة محفظة المشاريع المشتركة.

كما تستفيد مبادرة (نساند™) من المشاركات الاستراتيجية لتمكين الاستثمارات الصناعية ودعمها وتسهيلها، مع الحرص على تطوير المهارات وزيادة خيارات التوظيف التي يمكن أن تعزز الصناعة المحلية السعودية وتقدم المملكة بشكل عام.

وتُعد شركة (نساند للاستثمار) دليلًا على ذلك، وهي شركة استثمارات خاصة مملوكة بالكامل لسابك هدفها الاستثمار في زيادة وتيرة نمو المحتوى المحلي للمملكة والشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة. وقد استثمرت عام 2020م في إنشاء مشروع مشترك جديد طموح مع مجموعة (شميد) الألمانية لتصنيع وتطوير تقنيات بطاريات التدفق (الفاناديوم).

وبدعم من مرافق البحث والتطوير في ألمانيا والسعودية، وبالاستفادة من القدرات التقنية التي تملكها (سابك)، فإن هذا المشروع المشترك بصدد إنشاء مرفق تصنيع كبير في مدينة الجبيل. ويُعد هذا المرفق الأول من نوعه في المنطقة، حيث يمكنه قيادة هذا القطاع سريع النمو وتلبية الطلب الكبير المتوقع والمتزايد على تخزين الطاقة في المملكة، وهو أحد الركائز الأساسية في (رؤية 2030).

القيادة نحو تحقيق التطور

تدعم (سابك) جهود التنمية الصناعية المحلية وإيجاد أماكن وفرص متعددة لدفع عجلة النمو ومعاونة الشركات المحلية لتحقيق التميز، وذلك عبر مختلف مستويات سلسلة القيمة.

في هذا الصدد؛ انطلق برنامج (نمو) لإثراء فهم الزبائن والموردين المحليين للتحديات التي قد تواجه أعمالهم، ودعم عمليات تطوير خطط الاستجابة اللازمة وكيفية تنفيذها. وفي العام الأول تمت الموافقة على ثلاث جهات تصنيع محلية ضمن برنامج (نمو)، ما أدى إلى توطين إجمالي إنفاق بلغ 3.6 مليون ريال سعودي في العديد من الفئات الرئيسة.

وفي الوقت ذاته، ساعد برنامج (تميز) شركات التصنيع المحلية على تعزيز قدراتها الإنتاجية من خلال التغلب على التحديات التشغيلية. وشهد عام 2020م تسجيل 10 مصانع محلية في البرنامج، ورصدت في مرحلة التنفيذ للتميز التشغيلي بثلاثة منها إمكانات تحقيق وفورات تُقدر بحوالي 18 مليون ريال سعودي.

تنمية رأس المال البشري

قدمنا العديد من الإسهامات لتنويع قطاع التصنيع ورفع مستوى المهارات فيه، حيث تضمن ذلك تطوير المواهب المحلية والقوى العاملة المستدامة، مع إعداد البرامج التي تستهدف النهوض بالقطاعات الصناعية الرئيسة.

تتضمن مبادراتنا تدريبًا مركزًا يهدف إلى إكساب المهنيين السعوديين مهارات وخبرات في مجال الصناعة. وقد تم حتى الآن توفير أكثر من 6600 فرصة عمل، حيث نقوم بتمكين قوى عاملة محلية عالية الأداء وبناء مستقبل مشرق للتصنيع في المملكة.

نحو المستقبل

نمضي قدمًا في مسيرتنا، ونواصل دعم أهداف (رؤية 2030)، مُرَكِّزين على جذب ودعم الاستثمارات التي تعزز قدرة المملكة على الابتكار والبقاء في طليعة التقدم التقني.

ومن منطلق حرصنا على تطوير المحتوى المحلي ورفع مستواه إلى أقصى حد باستخدام منظومة محلية لإيجاد القيمة، سنعمل على تسخير قدراتنا لبناء قيمة طويلة الأجل وتجسيد شعارنا "كيمياء وتواصل".