(سابك) تجدد التزامها نحو المشاركة مع الصين
سجلت (سابك) حضورًا مميزًا بوصفها شريكًا استراتيجيًا فخريًا في (منتدى بواو الآسيوي) الذي تصادف هذا العام الذكرى العشرين لبدء إطلاقه. وعقب العرض الافتتاحي للمؤتمر الذي قدمه الرئيس الصيني شي جين بينغ، ألقى الأستاذ يوسف بن عبد الله البنيان نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي أول كلمة رئيسة من قطاع الأعمال، أكد فيها إيمان (سابك) الراسخ بمبادئ التعاون العالمي والإقليمي.
منذ بدء (منتدى بواو الآسيوي) عام 2001م، زاد حجم التجارة والاستثمار في آسيا إلى أكثر من نصف الإجمالي العالمي. وقد برزت الصين - رغم ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) - باعتبارها الاقتصاد العالمي الرئيس الوحيد الذي سجل نموًا كبيرًا، حيث حققت عام 2020م مُعدل زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 2.3% ، كما تشكل مُحركًا رئيسًا للانتعاش العالمي. وبوصفنا شريكًا عالميًا رئيسًا لقطاع الأعمال في الصين، فإن تجديد التزامنا بهذه الشراكة هو تأكيد لالتزامنا بالتعاون، ونحن فخورون بالاعتراف بنا مشاركًا رئيسًا في تطوير أوجه التكامل بين (مبادرة الحزام والطريق) الصينية و(رؤية المملكة العربية السعودية 2030م).
منذ البدايات الأولى لشركة (سابك) في الصين، كان التعاون من أجل الصالح المشترك هو السمة المميزة لاستراتيجيتنا للنمو والنجاح هناك، ومع نجاح هذه الاستراتيجية أضحت (سابك) موردًا رئيسًا للمواد الكيميائية والبلاستيكية، ومستثمرًا، وشريكًا ناجحًا في منطقة الصين، التي تمثل أكثر من 40٪ من مبيعات الكيماويات العالمية.
يعتمد نجاحنا في الصين على فلسفة (التفكير عالميًا والعمل محليًا) التي ننتهجها في (سابك). ونرى أن النمو العالمي يستفيد من التعاون والتكامل مع الشركاء الإقليميين، وهو ما حقق نموًا سريعًا ونتائج مبهرة عبر منظومة أعمال (سابك) في الصين التي تضم مواقع عمليات في 14 مدينة بما في ذلك بكين، إلى جانب مصانعنا في شنغهاي وقوانغتشو وتشونغتشينغ، ويعمل فيها جميعًا حوالي 1500 شخص.
نواصل النمو في الصين، وتتضمن خططنا هناك المزيد من التوسع في عملياتنا البتروكيماوية بالتعاون مع (ساينوبك) في مقاطعة تيانجين. كما نقوم حاليًا بتسريع عمليات إنشاء مجمع بتروكيماوي على مستوى عالمي في مقاطعة فوجيان، ونخطط لمشاريع أخرى للاستثمار في جنوب الصين.
تُعد مشاركاتنا مع (ساينوبك) مثالًا للتعاون الناجح في الصين، حيث تعتمد هذه المشاركات على الابتكار أساسًا للنمو. افتتحنا في عام 2013 م مركزنا التقني في شنغهاي الذي يعد واحدًا من 20 مركزًا متميزًا للبحث والتطوير تابعة لشركة (سابك) تنتشر في جميع أنحاء العالم، وهو رمز لالتزامنا المستمر بالابتكار.
يضم هذا المرفق المتطور فريقًا من التقنيين المختصين الذين يجسد عملهم دور (سابك) شريكًا للنمو وراعيًا للابتكار في السوق الصينية، ويعد مركزًا للابتكار يتم خلاله تصميم حلول وتقنيات لتلبية احتياجات شركائنا الصينيين عبر الصناعات والقطاعات المختلفة؛ بما في ذلك الإلكترونيات والكهربائيات، والبناء والتشييد، والطاقة النظيفة، والنقل، والتقنيات الطبية، والرعاية الصحية.
نعمل في (سابك) بنشاط على تشكيل مسار قطاع متنامٍ وديناميكي في مجال الكيماويات من خلال تجسيد شعارنا (كيمياء وتواصل™). ونحافظ على مكانتنا الرائدة في الصناعة عبر تقديم حلول طورناها باستخدام أحدث الابتكارات. لقد أصبح الابتكار المتأصل في الثقافة الصناعية والأكاديمية في الصين عنصرًا رئيسًا في تحولنا المستمر، وامتد التزامنا برعاية الابتكار والنمو في السوق الآسيوية إلى بناء مشاركات مع المؤسسات الأكاديمية الصينية للتبادل الفكري وتنمية المواهب.
نؤمن في (سابك) بإمكانات الصين محركًا للنمو العالمي، كما نؤمن بقدرات العلماء والمهندسين والطلاب الصينيين البارزين. يمتد هذا التعاون طويل الأجل متعدد الأوجه إلى مجال البحث في الكيمياء والهندسة الكيميائية مع التركيز على تطوير التقنيات والحلول المتقدمة للمشكلات الصناعية والمجتمعية ذات الأولوية بما في ذلك تغير المناخ والاستدامة.
يتضمن عملنا التعاوني بشكل رئيس تقديم حلول تركز على الاستدامة، مثل تحقيق كفاءة أكبر في استهلاك الوقود من خلال تقنيات المواد خفيفة الوزن، فيما تركز مشاريعنا البحثية التعاونية الرئيسة الأخرى على تطبيق مبادئ الاستدامة على الاستخدام الموسع للمواد الأولية، والاستفادة من التطورات في المواد المُركّبة، وأيضًا الاستفادة من إمكانات تقنية النانو. وفي سياق أوسع تعد (سابك) نموذجًا جيدًا للتآزر العالمي فيما يتعلق بالاستدامة.
أطلقت الصين حديثًا "الخطة الخمسية الرابعة عشرة والأهداف طويلة المدى 2035" التي تتميز بأهداف تركز على التنمية الخضراء، ما يتقاطع مع الأولويات الرئيسة لـ "مبادرة السعودية الخضراء" و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر".
تدرك (سابك) مكانة الصين رائدًا ومبتكرًا في السوق العالمية. ومن خلال مشاركاتنا المستمرة مع قطاع الصناعة والأبحاث والأوساط الأكاديمية سنواصل النمو في الصين مُتحلين بروح التعاون؛ سعيًا إلى تحقيق منافع متبادلة وتعزيز مستقبل أفضل لمجتمع الأعمال العالمي والبشرية بشكل عام.