(سابك) تواصل مسيرتها نحو مستقبل مستدام
في عالمنا اليوم، بات على الشركات أن تقر بمسؤوليتها عن تعزيز جهود استدامة كوكبنا. وفي (سابك)، يعد تحقيق التحول المستدام قيمة أساسية في الشركة، لذا قمنا بمواءمة جهودنا لتحقيق الاستدامة مع 10 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ويتجلى هذا التوجه في استراتيجيتنا للحياد الكربوني، التي أطلقناها في أكتوبر 2021م، في إطار "مبادرة السعودية الخضراء"، حيث تلتزم (سابك) بموجب الاستراتيجية بأهداف اتفاقية باريس، وبمواصلة الجهود واستكشاف الحلول للوفاء بمتطلبات الحياد الكربوني من العمليات التي تخضع لسيطرتها بحلول عام 2050م.
تتمثل أهمية استراتيجية الحياد الكربوني في جمعها بين العديد من عناصر الاستدامة المختلفة في (سابك) ضمن مسيرة واحدة متكاملة لتحقيق متطلبات الممارسات البيئة والاجتماعية والحوكمة، بالتنسيق بين جوانب الاقتصاد الدائري، والحوكمة والنزاهة، والالتزام بمتطلبات البيئة والصحة والسلامة، والحد من غازات الاحتباس الحراري، وكثافة استهلاك الطاقة.
في عام 2022م، سنركز على مواصلة مسيرة الاستدامة، والتوسع في العمل الذي تم إنجازه في جميع أنحاء العالم، عن طريق أربعة مجالات رئيسة:
الريادة في الاقتصاد الدائري
لقد أسهم التقدم الواسع والرائد الذي حققته (سابك) في الحلول الدائرية والاقتصاد الدائري للكربون في دعم جهود الشركة لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية.
وقد أسهمت مبادرات مثل باقة منتجات وخدمات (تروسيركل™) في تحقيق إنجازات رائدة على صعيد الاقتصاد الدائري للبلاستيك. ونتيجة لذلك، بدأنا في يناير 2021م بناء أول مصنع تجاري متقدم لإعادة التدوير في العالم، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في النصف الثاني من العام 2022م.
عززنا أيضًا جهودنا التعاونية مع سلسلة القيمة في مبادرات "إتمام دورة التعامل مع النفايات البلاستيكية" و"التصميم بغرض إعادة التدوير"، وبدأنا هذا العام البناء على التزامنا بالاقتصاد الدائري للكربون، مع دمج مفهوم "التاءات الأربعة" المتمثل في (التقليل، والتكرار، والتدوير، والتخلُّص)، في صميم جهودنا لتحقيق الحياد الكربوني.
وتأكيدًا على هذا الالتزام، أعلنا في سبتمبر 2021م العمل مع (مايكروسوفت) لتصنيع أول منتج إلكتروني استهلاكي (فأرة مايكروسوفت) بهيكل خارجي يحتوي على 20% من البلاستيك المعاد تدويره من المحيطات مصنوع من راتنج زينويTM.
وفي إطار تحقيق الاقتصاد الدائري للكربون، حصلنا مؤخرًا على إشادة من معهد اقتصاديات الطاقة الياباني، أحد مراكز أبحاث الطاقة الرائدة في العالم، بعد نجاحنا في إرسال أول شحنة من الأمونيا الزرقاء في العالم، بالتعاون مع (أرامكو السعودية)، باعتباره إنجازًا مهمًا وقفزة نوعية.
تعزيز الحلول المستدامة
وإضافة إلى مفهوم الاقتصاد الدائري، نتطلع باستمرار إلى تطوير حلول مستدامة عبر وحدات أعمالنا، فمثلًا في معالجة التقلبات في معدلات هطول الأمطار والجفاف، قمنا بتطوير حلول الأنابيب للاستفادة من مياه الأمطار ومياه الصرف المنزلية وضمان استخدام هذا المورد الثمين بكفاءة.
ومن الاستفادة إلى الماء إلى الاستفادة من الكهرباء؛ ففي ظل تطلع العالم إلى التخلي عن الوقود الأحفوري لتشغيل المركبات، تم استخدام منتجاتنا بعدة طرق لدعم نمو البنية الأساسية لشحن المركبات الكهربائية، سواء على مستوى أغطية البطاريات خفيفة الوزن للسيارات الهجينة أو حزم بطاريات السيارات الكهربائية.
ليس هذا كل ما نطمح إليه؛ وسنواصل تحدي أنفسنا لتطوير أفكار أفضل في كل ما نقوم به، وتوفير الحلول التي تمكن زبائننا من تحقيق أهداف الاستدامة والوفاء بمتطلبات زبائنهم.
التعاون لتعزيز الابتكارات العالمية
نحرص على دمج الاستدامة في الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا. ولكن التحدي أكبر من أن نواجهه بمفردنا، لذا فإن الشراكة وتبادل المعرفة أمران أساسيان، خاصة على مستوى سلسلة القيمة وقطاع الصناعة، بل ومستويات أخرى أبعد من ذلك.
بالتعاون مع شركتي (باسف) و(ليندي) نتطلع للتشغيل التجريبي لحلول تسخين وحدات التكسير البخارية كهربائيا للمرة الأولى عالميا بحلول 2023م، ومن المتوقع أن تسهم هذه التقنية الجديدة إسهامًا كبيرًا في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 90%.
كما تعاونا مع المنتدى الاقتصادي العالمي وشركات الكيماويات العالمية الأخرى لإضفاء الطابع الرسمي على مبادرة التقنيات منخفضة الانبعاثات الكربونية لتصبح كيانًا قائمًا بذاته بحلول عام 2023م. سيتشارك أعضاء المبادرة فيما بينهم أهم المخاطر المرتبطة بالمراحل المبكرة ويتعاونون في الاستثمار في تطوير التقنيات منخفضة الانبعاثات الكربونية والارتقاء بها.
استثمارات تستهدف مستقبلا مستداما
إلى جانب الالتزام بمواصلة الجهود واستكشاف الحلول للوفاء بالحياد الكربوني، تبنّت (سابك) أهدافًا تتعلق بالانبعاثات المباشرة وغير المباشرة من عملياتها الإنتاجية، تتمثل في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030م في مواقعها حول العالم بنسبة 20% مقارنة بعام 2018م.
وفي إطار استراتيجيتنا المستقبلية للاستدامة، استثمرنا في موقع (تيسايد) في المملكة المتحدة لإعادة تشغيل وحدة التكسير الهيدروكربونية، ودراسة إمكانية تحويلها من العمل بالوقود الأحفوري إلى العمل بالهيدروجين. تهدف هذه الخطوة إلى تقليل البصمة الكربونية للمنشأة بنسبة تصل إلى 60% في المرحلة الأولى، ما يجعلها واحدة من أقل وحدات التكسير إطلاقًا للكربون في العالم.
كذلك نعمل مع المنظمات التعليمية غير الحكومية لمساعدة الجيل القادم على استكشاف أحدث الاتجاهات الرامية لتحقيق الحياة المستدامة، وقد أفاد من هذه الجهود حتى الآن أكثر من 100 ألف طالب في 22 دولة، وما تزال مساعي النمو متواصلة في عام 2022م.
توجت هذه الجهود بالتقدير والإشادة، حيث فازت (سابك) بجائزة أفضل مبادرة لإعادة التدوير والاقتصاد الدائري ضمن جوائز الاستدامة التي تمنحها مجلة (كيميكال ويك) لعام 2021م، وحصلت على ميدالية (إيكو فاديس) البلاتينية تقديرًا لمعاييرها العالية في مجال المسؤولية الاجتماعية وأداء الاستدامة.
نتطلع لمستقبل مستدام
نطمح على مدى السنوات القادمة إلى البناء على نقاط قوتنا، ومواصلة تعزيز الحلول الجديدة والقابلة للتطوير والاستثمار فيها لمواجهة أكبر التحديات العالمية، والعمل مع الشركاء لتحقيق نتائج ملموسة.
ومع أننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو مستهدفاتنا، إلا أن الطريق لا يزال أمامنا طويلًا. وفي خطواتنا المقبلة، سنعمل وفق استراتيجية الحياد الكربوني من أجل تطوير نموذج أعمالنا، وتعزيز القيمة والاستدامة والابتكار.
فمن خلال دمج الاستدامة في كل أعمالنا، سنواصل تطوير القدرات التي تمكننا من تحقيق نمو مربح، واضعين نصب أعيننا متطلبات الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، لا سيما تلك الرامية إلى تحقيق الحياد الكربوني الكامل.